معاني المعبود ، الذي يتحير فيه الناس ، ويلجأ اليه المتحيرون.
]أحد[
بالرغم من ان كلمة «أحد» مشتقة من واحد كما قالوا ، إلّا أنها أبلغ دلالة على معنى الوحدانية ، وانه سبحانه لا نظير له ولا شريك ، ولا أعضاء فيه ولا أجزاء ، لا في الواقع ولا في العقل والوهم سبحانه ، وليس معنى الأحد والواحد أنه ثاني اثنين ، أو أنه نوع من الأنواع ، كلا .. إنه الواحد بلا عدد ، الأحد بلا مثل ولا شبه.
هكذا جاء في حديث مأثور عن الامام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ عند ما سأله اعرابي في يوم الجمل عن معنى واحد ، فحمل الناس علي وقالوا : يا إعرابي! أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب ـ أي تشتته ـ فقال أمير المؤمنين : «دعوه ، فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم» (من توحيد الله ومعرفته حقّا المراد ، من القوم اعداؤه) ثم قال :
«إن القول في أن الله واحد على اربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوز ان على الله ـ عزّ وجلّ ـ ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوز ان عليه فقول القائل : واحد يقصد به باب الاعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لان ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد ، أما إنّه كفر من قال : انه ثالث ثلاثة ، وقول القائل : هو واحد من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز ، لان تشبيه ، وجل ربنا وتعالى عن ذلك ، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه : فقول القائل : إنه عزّ وجلّ أحديّ المعنى ، يعني به : انه لا ينقسم في وجود ، ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربنا عزّ وجلّ» (١)
__________________
(١) المصدر / ص ٢٠٧