ألم نشرح لك صدرك
بينات من الآيات :
(١) هكذا جاء الخطاب الالهي لرسوله يفيض حنانا وعطفا ، ويذكر المسلمين بفضيلة رسولهم ، ويلقي حبه واحترامه في روعهم ، ويقول :
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)
لقد بلغ محمد بن عبد الله ـ صلّى الله عليه واله ـ أسمى درجة من الكمال مما لم يبلغ أحد قبله ، ولا يمكن لأحد أن يبلغه غيره ، كل ذلك بفضل الله ومنّه وتوفيقه ، وعلينا أن نميّز تماما بين إكرام مخلوق لكرامته عند الله ، ووصفه بالكمال الذي حباه ربه وإعظامه ؛ لانّ الله أمر بذلك وفي حدود أمر الله ، وبين أن نفعل مثل ذلك بعيدا عن الله .. ألا ترى أنّنا حين نشهد للنبي بالرسالة في الصلاة ، نقول : وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، فلما ذا نؤكّد على أنّه عبد الله؟ أحد أسباب ذلك لكي لا يدفعنا حبنا للرسول إلى الغلو فيه ، كما فعل النصارى في ابن مريم