هذه البصيرة هي محور سورة البلد.
ذلك أن القسم الاول من السورة يبصرنّا بأنفسنا ، واننا في كبد (الأرض والمكان) وعلينا وعي ذلك حتى نتحدى الصعاب بعزم الارادة ، ونعرف أن الله قادر علينا فنراقبه ، وخبير بنا فلا نخدع أنفسنا ؛ خصوصا عند الإنفاق ، فنزعم : اننا أهلكنا مالا كثيرا.
أما القسم الثاني فيذكرنا بضرورة اقتحام العقبة ، وتجاوز المنعطف الخطير الذي يجد الإنسان نفسه بين أمرين : بين السقوط في أشراك الهوى أو التحليق في سماء الحق.
وبعد أن يبين مثلين لاقتحام العقبة هما : فك رقبة ، والإطعام في يوم ذي مسغبة ، يهدي الى قمة التحول الايجابي عند البعض المتمثلة في الإيمان والتواصي بالصبر والمرحمة.
كما يشير في السياق في خاتمة السورة الى التحول السلبي عند البعض الاخر متمثّلا في الانحياز الى المشأمة حيث النار المؤصدة.