الإطار العام
حينما يولد ابن أدم تتساوى في كيانه فرص الخير والشر ، ولا يزال يختار ثم يستفيد من فرص الخير أو الشر الواحدة بعد الأخرى حتى تميل كفته نحو ما اختار. فرص الخير هي العناصر النورية التي لو رجحت حملته الى الجنة ، بينما فرص الشر هي العناصر النارية التي لو تكاثفت هوت به إلى جهنم وساءت مصيرا.
ولا أعرف شيئا يجري فيه تحول ذاتي كالإنسان. إنه يتمحض بالتالي للجنة أو للنار ، هنالك لا يعود مختارا ، ولا يعود يملك حرية اختيار واحد من النجدين ، بل يبقى كما اختار أولا : اما الى جنة النور خالدا فيها ، أو الى جهنم النار خالدا فيها ، أو لبعض الوقت.
كيف يتم اختيار الشر؟ انه ليس بحاجة الى العزم والوعي ، بل يكفي الغفلة والاسترسال سبيلا يؤدي به الى النار ، كما لو تسلق الإنسان الجبل لا يحتاج سقوطه في الوادي الى إرادة وحكمة ، بل ليدع نفسه لحظة فسوف نراه في الوادي مهشّما بعد لحظات ، بينما الذي يختار الجنة عليه ان يتسلح بوعي الذات وعزم الإرادة ، ولعل