١ ـ المبالغة في الحلف إلى حدّ الاحتراف ، من أجل إعطاء كلامهم قيمة شرعية ومن ثمّ التأثير به على موقف القيادة ورأيها ، بالذات وأنّ للأيمان اعتبار عظيم عند المؤمنين ، ولا يعني ذلك أنّ المترفين من هذا الفريق يقتصرون على مجرد الحلف ، فهم يكذبون وينمّقون الكلام بشتى الوسائل ، وما الحلف إلّا واحدا منها ، وعلى القائد أن يحذرهم.
(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ)
ويبدو أنّ كلمة «مهين» من الهوان والضعة حيث أنّ الحلّاف إنّما يلجأ إلى ذلك لكونه حقيرا في نفسه وعند الناس ، وانطلاقا من ذلك يحس على الدوام ويظنّ أنّ كلامه لن يعطى اعتبارا وقيمة عند الآخرين ، الأمر الذي يلجؤه إلى المبالغة في الأيمان ليصطنع قيمة لكلامه بها لعله يكون مقبولا.
وعادة ما يحاول الوضعاء الذين تمكّنت من أنفسهم عقدة الحقارة أن يوصلوا أنفسهم بمراكز القوى في المجتمع دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية ليغطّوا على ضعتهم ويجبروا نقصهم ، وإنّك لو فتشت في أجهزة القمع والتجسس الطاغوتية فلن تجد إلّا أمثال هؤلاء.
٢ ـ الهمز والمشي بالنميمة في المجتمع ، وبالخصوص عند القيادة ، وذلك لأهداف ثلاثة :
الأول : لكي يبقوا هم في المجتمع الشخصية الأفضل ، فتجدهم يسقطون شخصيات ويضعفونها بتقليل قدرهم عند القيادة وتلصيق التهم ضدهم ، ولقد ثبت في علم النفس أنّ أصحاب عقدة الهوان والحقارة تنمو فيهم روح الانتقام من المجتمع ، ويسعون لكي يكون مجتمعا ساقطا مثلهم فلا يحسبون شاذّين.