وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
بينات من الآيات :
[١] حينما يهدف الحديث عن المنافقين فضيحتهم تتركز الآيات عن علاقة هذا الفريق بالقيادة الرسالية ، لأنّها أظهر شاخص يميّزهم عن غيرهم ، إذ من السهل أن يخضع الإنسان لمجموعة من الشعائر والتقاليد ، كصلاة الركوع والسجود ، وصوم الجوع والعطش ، ويتقن التستر بها على نواياه الحقيقية ، ولكن من الصعب جدا أن يخضع في سلمه وحربه ، وفي اقتصاده وسياسته ، وفي اجتماعه وأسرته ، وفي كافّة جوانب حياته اليومية ، لقيادة إلهية خضوعا دائما وشاملا دون تكلّف أو تناقض أو تمرّد. ثم إنّ أبرز دوافع المنافقين السعي وراء السلطة ، وأهم استراتيجية يسعون لتحقيقها هي الوصول إلى مركز القيادة في الأمة الإسلامية ، بالتأثير على قراراتها ، أو بالسيطرة التامة عليها ، وهم يتحركون لتحقيقها بكلّ مكر وحيلة. ومن وسائلهم في ذلك التظاهر بالإخلاص لها والقرب منها بالملق والتكلف ، من هنا تراهم أكثر الناس تظاهرا بالولاء للقيادة ، يخفون به ما تنطوي عليه قلوبهم من