علمية بعد أن كان ضرورة نفسية واجتماعية ، وهنا لك يكشف الله الغطاء عن وجه وليّه الأعظم مهديّ هذه الأمّة الذي وعد الرسول بظهوره في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.
إذا كتاب الله كامل وإنّما الناس بحاجة إلى الارتفاع إلى مستواه بالتدبر والتعلم حتى يتم الله نوره.
وهذه الآية والتي تليها تحلّان جدلا حول مسيرة البشرية هل هي نحو التكامل أو الانحطاط ، فحسب النظرية الدينية قال بعضهم : إنّها تتجه نحو الانتكاس ، واحتجوا على ذلك بأنّ حوادث القيامة التي تطوى بها صفحة الحياة الدنيا إنّما تقع نتيجة لوصول البشرية إلى منتهى الانحراف ، ونقل البعض عن النبي ما نصه : «إنّ خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم حتى يأتي أناس همج رعاع أتباع كل ناعق» ، ورووا عن الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ قوله : «إنّما تقوم الساعة على كل لكع ابن لكع» ، وانطلقوا من ذلك في تقييم مسيرة الأجيال وأنّها تسير نحو الانحطاط.
وقال آخرون : بل الحياة تسير نحو التكامل ، وهذا ما نستلهمه من آيات القرآن ومن بينها هاتان الآيتان ، فإنّهما تنطويان على بشارة بأنّ الكمال ينتظر البشرية في المستقبل ، وأنّ نور الله سوف يتم يوما من الأيّام ليشمل كلّ الأرض ويهيمن على الناس جميعا. وهكذا جعل ربنا خاتم أنبيائه أفضلهم. ولا غرابة حينئذ لو قرأنا الأخبار القائلة بأنّ آخر أوصيائه الاثنى عشر من ولده هو الذي ينهض بأعباء تلك النهضة العالمية نحو قمة السعادة والكمال.
قال علي بن إبراهيم القمّي (رض) : «وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ» بالقائم من آل محمد (ص) حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله ، حتى لا يعبد غير الله ، وهو