وسواء كان معنى (عاقبتم) حصلتم على الغنيمة عبر تعاقب الحرب مع الكفار ، أو التقاصي من الكفار وعدم اعطائهم المهر ، عقابا لهم لأنهم لم يدفعوا المهر ، أو إرادة الزواج المجدّد (زواجه الأول) ، أقول : سواء كان المعنى واحدا من الثلاث فإنّ الذي فاتته زوجته إلى الكفّار يحصل على مهره من بيت المال ، وقد نقل المفسرون أنّ النبي دفع لستة من المسلمين مهر أزواجهن اللائي فاتن إلى الكفار (١).
(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)
من أن يدّعي أحد بأنّه أنفق على زوجته أكثر مما أنفق بالفعل لكي يستغل هذا القانون استغلالا سلبيا ، أو أن يستهين النظام الإسلامي بحقوق هذا الفريق فلا يؤتيهم ما أنفقوا ، كما يأتي التأكيد على التقوى باعتباره المرتكز في التكافل الاجتماعي ، فكلّما كانت التقوى عميقة كلّما أصبح التكافل أكثر وأعمق.
[١٢] وفي سياق حديث السورة عن الولاء وعن أن الولاء المبدئي أعظم من الولاء للزوج أو الأرحام يبيّن السياق استقلالية المرأة في مبايعتها واختيارها للقيادة ، فهي ليس كما يتصوّر بعض الرجال أو كما تظن بعض النساء تابعة للرجل في كلّ شيء ، كلّا .. إنّها يحقّ لها بل يجب عليها أن تختار قيادتها بنفسها ، وأن تظهر الولاء وتنشئ عقد الطاعة بينها وبين قيادتها ، وهنا تشير الآية إلى أهم مفردات عقد البيعة مع القيادة الرسالية من قبل المرأة ، والواجب التزامها بها.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً)
__________________
(١) راجع القرطبي / ج ١٨ ص ٧٠