إلى الله في لحظة البراءة ، وأساسا الدعاء الحقيقي إنّما ينطلق من الإنسان عند الإحساس العميق بالحاجة إلى العون.
(رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا)
والإنابة هي الرجوع والاستغفار ، وفي هذه الكلمة إشارة إلى أنّ المؤمنين لا يتركون الضلال والمجتمع الفاسد إلى الفراغ ، إنّما إلى بديل إيجابي هو الهدى وتجمّع المؤمنين ، فإن إبراهيم والذين معه تبرّأوا من قومهم المشركين ليرجعوا إلى ربّهم ، وذلك يوحي بأنّ الذي يهجر مجتمعا منحرفا بحاجة إلى التطهر بالتوبة إلى ربه ، والرجوع إلى صراطه المستقيم ، ونهجه القويم في الحياة ..
وبعد التوكل على الله والعودة إليه يجب على المؤمن أن يكمل ذلك بالتسليم المطلق لإرادته ، والقبول بما يرضاه له.
(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
[٥] / ولكن لا يعني ذلك أن لا يسأل المؤمنون ربّهم السلامة.
(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
أي موضع ابتلائك لهم ، كناية عن أذاهم للمؤمنين ، فإنّهم إذا تمكّن الكفّار منهم عذّبوهم ، وأظهروا تجاههم عداوتهم للحق ، كما صنع الظلمة بأصحاب الأخدود.
وتبقى نفوس الصالحين توّاقة إلى التوبة.
(وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)