ثابتة ورضى ، فإنّك لو فتشت في قلوبهم ، وسلوكيّاتهم السياسية ، وحتى الاجتماعية لما وجدت أثرا لتولّي أعداء الله في حياتهم أبدا ، لأنّ تحزبهم مخلص له وحده تعالى ، لا يتنازلون عن هذه القيمة الأساسية ، ولا يساومون عليها أحدا مهما كان قريبا منهم ، لوعيهم العميق بدور التولّي في تحديد شخصية الإنسان ، وهويّته الحقيقية ، وانتمائه ، كما قال الله :
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ)
إيمان قناعة وتوحيد ، أو يوقنون بالحساب والجزاء.
(وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
إنّك لا تجد من هذه صفتهم ،
(يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ)
فذلك شرك وكفر لا تقبله نفوسهم المؤمنة بالله ، وذنب عظيم يخشون غضب الله عليهم بسببه في الآخرة ، والحال أنّهم يبحثون عن السعادة والفلاح فيها. وبالنظر إلى الآية من زاوية أخرى يكون المفهوم أنّ الذي يتولّى أعداء الله أو يحبّهم ليس من المؤمنين ، وأنّ أهم العوامل التي تدفع المنافقين ومرضى النفوس إلى الإقدام على ذلك هو شكّهم في الله والجزاء ، وكفرهم بهما ، وأنّهم استبدلوا الإيمان بالله بالشرك والكفر ، والدنيا بالآخرة. أمّا المؤمنون الصادقون (حزب الله) فهم يتولّون ربّهم وخلفاءه من القيادات الرسالية ، ويمنعهم إيمانهم به وبالآخرة أن يتولّوا من حادّه.
(وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)
لأنّهم لا تعمل العواطف ولا الضغوط في شخصياتهم وسلوكيّاتهم ومواقفهم ،