عن قلوب أهلها كل غل ، وتحاسد ، وطمع ، وحرص ، كما رفع عنهم الآلام ، وأسبغ عليهم النعم ، فانعدمت عوامل اللغو والتأثيم.
(إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً)
إن الاخطار التي تحيق بأهل الدنيا ، وتفرز الصراعات ، والعداوات ، والخوف ، والقلق ، والنفاق ، انها معدومة في الجنة ، فكل ما فيها طمأنينة ، وسكينة ، وأمن ، وراحة ، ولا بد إذا أن تنعكس كل تلك النعم الظاهرة في الافئدة وعلى الألسن في قول السلام ، هذا يسلم عليك وأنت ترد عليه السلام.
بلى. أهل الجنة صنعوا لأنفسهم في الدنيا مجتمع السلام ، والحب ، والتعاون ، فلم يحسدوا أحدا على نعمة ، ولم يحقدوا على أحد لمصلحة ، ولم يحجبوها عن الله بالوساوس والظنون ، ولم يدنسوا ألسنتهم بالفحش والسباب ، فأعطاهم الله كل ذلك كاملا وافيا في الجنة. رزقنا الله جميعا توفيق طاعته في الدنيا ، ونعيم جنته في الآخرة.