تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» (١).
فيا حسرة على العباد يتحبب لهم ربهم فيتبغضون اليه ، ويتقرب منهم فيبتعدون عنه ، ويفتح لهم أبواب رحمته ثم يدعوهم إليها فيعرضون ، ويكذبون ، وهو لا يزال يتلطف بهم ، لا يسخط من تكذيبهم ، ولا يعرض عنهم بانحرافهم عن آلائه بل يكرر عتابه.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)
وله العتبى حتى يرضى ، انه لا يحتاج الى تصديقنا به ، وشكرنا لآلائه فذلك لا يزيده شيئا ، كما لا ينقص كفرنا وتكذيبنا من مقامه تعالى شيئا ، انما نحن المحتاجون اليه.
[٥٢ ـ ٥٣] وجانب آخر من نعيم الجنتين الأكل ، والقرآن لا يحدثنا عن أوليات النعمة (الأشياء الضرورية) انما يحدثنا عن تمامها (الكماليات) وهي الفواكه ، مؤكدا بأنها الأخرى موجودة وفي غاية الكمال ، كثرة وتنوعا.
(فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ)
فليس ثمة فاكهة إلّا وهي موجودة ، والفاكهة بالإضافة الى فائدتها المادية للجسم ، فهي لها نكهة ولذة خاصة يجدها الإنسان في منظرها على المائدة أو في الشجر ، حيث الأشكال والألوان البديعة ، وفي روائحها الطيبة ومذاقها اللذيذ ، ولعل اسمها مشتق من الفاكهة والتفكّه وهو حديث ذوي الأنس والسرور.
والسؤال : ما معنى «زَوْجانِ»؟
__________________
(١) السجدة / ١٧