(أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ)
والطغيان هو إخسار الميزان بصورة فظيعة ظاهرة ، وربّنا ينهانا عن ذلك ، ويلحق بالنهي دعوة إلى إقامة الوزن باحترامه والالتزام الدقيق به ، وبأفضل صور العدل وهو القسط.
(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ)
وهو أقرب الى التقوى حتى من العدل ، ذلك أنّ القسط ليس مجرّد العدل ، بل العدل بإضافة الاحتياط الذي يضمن حصوله بالفعل ، فمثلا إذا كنت صاحب محل تزن للناس تعادل ما تبيع بالوزن المطلوب ثم تضيف إليه شيئا ، وإذا كنت تشتري تنقص ما تشتريه عن الوزن المتفق بينك وبين البائع ، وذلك للتأكّد من فراغ الذّمّة في الحالتين. هذا هو القسط ، وكم تكون البشرية سعيدة لو عملت بهذه القاعدة.
والإقامة هي الالتزام بالشيء وأداؤه على أحسن وجه ، وإقامة الوزن تكون في أفضل صورها عند العمل بالقسط.
وربّنا لا ينهى عن إخسار الميزان بصورة ظاهرة وفظيعة ، بل وينهى حتى عن مخالفته بصورة بسيطة ، أو خفية باستغلال غفلة الناس وثقتهم ، أو بالاحتيال على القانون ، فيقول :
(وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ)
والعمل بالقسط يضمن من جانب تحقّق العدالة ، ومن جانب آخر يجنّب الإنسان مخالفة الحق والنظام ، والسؤال : كيف يخسر الإنسان الميزان؟
من المفاهيم الحضارية بل من الإنجازات الهامة في عالمنا اليوم وحدة الموازين