دلالة على قربهما الزمني ، أي لا يلبث العالم بعده أن يشهد الساعة ، وقال علي بن إبراهيم (ر ض) : «اقتربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله (ص) إلّا القيامة ، وقد انقضت النبوّة والرسالة» (١).
وسواء كانت الساعة بعد آلاف أو ملايين السنين من بعثته (ص) فإنّها قريبة ، إذ كلّ آت قريب ، ولأنّ البعد والقرب لا يقاسان بحياة الإنسان المحدودة في الدنيا ، بل يقاسان بما في الكون من أرقام وأبعاد زمانية كبيرة ، فقد يكون عمر الشمس عشرة ملايين سنة ولكنّها انقضى أكثرها ، وأصبحت نهايتها قريبة جدا ، ثمّ ما هي نسبة هذه المدة إلى الزمن اللامتناهي الذي يلي الحياة الدنيا؟!
إنّ الكفّار كذّبوا هذه الآية المعجزة مع وضوحها ، وأعرضوا عن دلالاتها ، ولكنّهم لم يكونوا أوّل ولا آخر المكذّبين ، فقد سبقهم إلى هذا الضلال قوم نوح وعاد ، وكانت عاقبة أولئك الخزي والعذاب ، فلا ينبغي للرسالي أن يصاب بهزيمة نفسية إذا رفض البعض الاستجابة إلى دعوته ، فإنّ دعوته منصورة ، وإنّ المكذّبين في ضلال بعيد.
بيّنات من الآيات :
[١] يعيش الإنسان في وجدانه خوفا عميقا من شيء مجهول ، والقرآن يبيّن أنّه الساعة ، فالموت الذي يعقبه مصير مجهول بالنسبة إليه أمر رهيب جدّا ، والآيات تؤكّد بأنّ خوف الإنسان الحقيقي ليس من الموت ، وإنّما من البعث بعد الموت ، وإنّما يخشى الموت لأنّه بوّابة الحساب.
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٧٥).