ثم يذكرنا السياق بتلك الآيات التي تهمنا مباشرة : فهذا البحر كيف سخّره الله مطية للسفن ، ومخزنا للطعام والزينة ، وآية تبعث نحو شكره .. كما سخر لنا ما في السماوات والأرض ، كلّ ذلك نعمة وفضل منه علينا ، لعلنا نبلغ هدفا ساميا هو التفكر.
ولكن كيف نفكّر تفكيرا سليما؟
الجواب : لا بد أن نتجنب التأثر بالبيئة الضالة ، ولا نأبه بهؤلاء الذين يكفرون ، لأنهم لا يرجون أيام الله ، فلهم أعمالهم التي سيجزون بها ، ولن تصلكم سيئاتهم ، كما لن تصلهم صالحاتكم.
والبعض ينتظر شيئا مجهولا حتى يهتدي ولكن عبثا. إذا لم تكن أنت الذي تبتغي الهدى فلن تنتفع بكل وسائل الهداية. وإليك مثلا من بني إسرائيل : لقد آتى ربنا بني إسرائيل الكتاب ، والحكم ، والنبوة ـ من وسائل الهداية ـ ورزقهم من الطيبات ـ من النعم المادية ـ وفضلهم على العالمين ، ولكنهم ـ إذ اتبعوا شهواتهم ـ غرقوا في الخلافات ، وضلوا عن الطريق بغيا بينهم.
وهذا الكتاب الكريم من عند الله ، الذي انزل ذلك الكتاب ، فلا فرق بينهما ، والذي لا يؤمن بعد نزول هذا الكتاب ، وينتظر مثل التوراة لن يبلغ الفلاح أبدا.
وفي هذا الكتاب بصائر وهدى ورحمة ، ولكن هل ينتفع به كل الناس؟! لا بل الذين يريدون ذلك. (أي لقوم يوقنون).
ومن التمنيات الباطلة : الوهم الذي يعيشه الكثير من الناس ، حيث يزعمون أنهم والمؤمنون سواء. كلا .. ليس الذين اجترحوا السيئات ، والذين آمنوا وعملوا