في السلامة». (١) ، ولعل السبب في ذلك ان من يتبع عيوب الناس يستثير عدوانهم ، أو لأنه يخلق المجتمع المفكك الذي لا يحلم في السلامة.
وقد جعلت بعض النصوص الدينية الغيبة أشد من الزنا ، ربما لأن اثار الغيبة الخطيرة في تفرقة الناس والنيل من كرامتهم ، وإشاعة الفاحشة أشد من اثار الزنا ، لأن الحكمة المأثورة في حرمة الزنا هي اختلاط المياه وهدم الأسرة مما يسبب في تفكك المجتمع ، وهذه حكمة حرمة الغيبة أيضا ، ولكن يبدو أن الغيبة أفتك بوحدة الامة من أختها الزنية.
وقد أمر الإسلام بأن يستحل المغتاب من صاحبه حتى يغفر الله له ، لان ذلك ـ فيما يبدو ـ يعيد العصمة المقطوعة بينهما ويسبب في إعادة اللحمة الى المجتمع ، بالاضافة الى أن ذلك يكون رادعا للمغتاب أن يعود الى مثل ذلك مرة أخرى.
قال النبي صلّى الله عليه وآله : «الغيبة أشد من الزنا» ، فقيل يا رسول الله ولم ذاك؟ قال «صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله». (٢)
ولأن الغيبة تفتح ثغرة في الحصن الاجتماعي فان على الناس أن يأخذوا على يد المغتاب حتى لا يهدم حصنهم ، بأن يدافعوا عن أخيهم الغائب ، فقد جاء في الأثر عن ابن الدرداء عن أبيه أنه قال : نال رجل من عرض أخيه عند النبي ، فردّ رجل من القوم عليه فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) «من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار». (٣)
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر / ص ٢٥٢
(٣) المصدر