ومن هنا يظهر ان الأسير يستتاب فان تبرّأ من قومه أطلق سراحه والله العالم.
[١٠] كما النهر يطهر بعضه بعضا ، كذلك المؤمنون لا يفتأون يصلحون ما فسد من علاقاتهم ببعضهم حتى يصبحوا إخوانا.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
وجاءت الكلمة بصيغة الحصر لتذكّرنا بأن الايمان الذي لا يرفع المنتمين اليه الى حالة الاخوة إيمان ضعيف ناقص ، فهاهنا تقاس التقوى ، وتمحص النفوس للايمان ، ويستبين الصادقون عن المنافقين.
عشرات الأنظمة الاجتماعية ، ومئات الوصايا الأخلاقية توالت في الدين ليبلغ المسلمون حالة الاخوة الايمانية ، ومتى ما خالفنا بعضها انماث الايمان في القلوب كما تنماث حبة الملح في كف المحيط .. وجاءت الروايات تترى وهي توصينا بحقوق إخوتنا في الايمان ، تعالوا نستمع الى بعضها لعلنا نخلق ذلك المجتمع الأمثل الذي يتحدى أعاصير الفتنة والصراع.
روي عن الامام علي عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو يغفر زلته ، ويرحم عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويرد غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلته ، ويرعى ذمته ، ويعود مرضته ، ويشهد ميته ، ويجيب دعوته ، ويقبل هديته ، ويكافئ صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويحفظ حليلته ، ويقضي حاجته ، ويشفع مسألته ، ويسمت عطسته ، ويرشد ضالته ، ويرد سلامه ، ويطيب كلامه ، ويبرّ انعامه ، ويصدّق أقسامه ، ويوالي وليه ، ولا يعاديه ، وينصره ظالما ومظلوما : فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه ، وأما نصرته