بينات من الآيات :
[٦] في كتاب ربنا الكريم شفاء لأمراض المجتمع المستعصية لو استشفيناه ، ونفذنا تعاليمه .. والصراع أعظم تلك الأمراض الذي يقتلع نهج القرآن جذوره البعيدة. ألا ترى كيف يحصن التجمع الايماني من رياح الفتنة بتذكير المسلمين عن دور الأنبياء الكاذبة التي يبثها الفسقة فيفرقون بين الناس .. ونهيهم عن الاسترسال معها ، لأنها تؤدي الى معارضة قوم أبرياء مما يجر إليهم ندامة وجسرة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)
ذلك ان دوافع الفاسق ومنطلقاته شيطانية فقد يكذب أو يمشي بنميم أو ينقل جانبا من الحقيقة ويسكت عن سائر الجوانب .. فاذا قبلناه على علّاته فسوف نقع في أخطاء جسيمة ، أبرزها إثارة الفتن في المجتمع.
الفاسق الذي تجاوز الحدود الالهية لا يمكنه أن يكون موجها للامة ، ومجرد الاستماع الى نبأه دون تحقيق وتثبيت يجعله في مقام التوجيه.
(أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)
أي لكي لا يورطكم الفاسق في معارضة فئة مؤمنة من دون تحقيق منكم ، ثم تندموا بعد فوات الأوان ..
ونستوحي من الآية عدة بصائر :
أولا : إن أكثر الصراعات الاجتماعية التي تعصف بالمؤمنين منشأها الفاسقون الذين لا تروق لهم وحدة المؤمنين فيثيرون الفتنة بينهم. وحين نتفكر في واقع المسلمين اليوم نجد ان الذين يذكون نار الصراع بينهم هم في الأغلب أبعد الناس