وقال رسول الله في حجة الوداع :
«أيها الناس! اتقوا الله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلّا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به» (١).
وجاء في الحديث الشريف عن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد الله الامام الصادق (عليه السّلام) وعنده رجل من المغيرية (أتباع المغيرة بن سعيد وكان من الغلاة لعنة الله عليه ولعله كان يقول بالتفويض) فسأله عن شيء من السنن فقال : «ما من شيء يحتاج إليه ولد آدم إلّا وقد خرجت فيه السنة من الله ومن رسوله ، ولولا ذلك ما احتج علينا بما احتج».
فقال أبو عبد الله قوله : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً». فلو لم يكمل سنته وفرائضه وما يحتاج اليه الناس ما احتج به (٢).
وقال عليه السّلام : «ما رأيت عليا قضى قضاءه إلّا وجدت له أصلا في السنة. قال وكان علي يقول : لو اختصم إليّ رجلان فقضيت بينهما ثم مكثا أحوالا كثيرة ثم أتياني في ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحدا لأن القضاء لا يحول ولا يزول» (٣).
وسواء كان الحكم الالهي واردا في خصوص المورد أو في الأصل العام الذي يشمله فانه بالتالي حد لا يمكننا تجاوزه ولا يجوز لنا أن نزعم أن الله فوض أمره إلينا ، وحتى الأئمة المعصومون كان لا بد لهم الفتيا وفق الكتاب والسنة ، وقد أكدوا ذلك
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٢ / ص ١٧١
(٢) المصدر / ص ١٦٩
(٣) المصدر / ص ١٧٢