أي قوّته وقدرته أعلى من كلّ أحد.
(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ)
لأنه سوف يضع نفسه في موضع المحارب لله ذي القوّة والطول ، ولن تقتصر خسارته على الآخرة وحسب ، بل سوف يخسر في الدارين ، وعلى عكسه الذي يلتزم بالعهد ويتم البيعة فإنّه يجني السعادة في الدنيا والآخرة.
(وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)
[١١] من معطيات السير نحو مكة ، ومن تجلّيات الفتح المبين ، كشف العناصر الضعيفة التي تعيش في الأمّة ، وحيث الله أعلم بعواقب الأمور ، وواقع هؤلاء الناكثين ، وأنّهم سوف يظهرون للنبي من الأعذار والتبريرات غير الذي يضمرون ، بيّن ذلك لرسوله ، ولكي يتخذ منهم موقفا حاسما.
(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا)
وهل ذلك عذر مقبول في مثل هذه الفترة الحاسمة من حياة الأمّة الاسلامية؟ بلى. إنّ هؤلاء يقترفون الأخطاء ثم يحاولون خداع القيادة واسترضاءها بمجموعة من الأعذار الواهية لتستر خلفيّاتهم ، وهم بذلك يرتكبون خطّأ آخر بالإضافة الى نكثهم وهو نفاقهم عبر تبريراتهم الكاذبة ، ولكن الله يفضحهم ، ويبيّن لرسوله واقعهم ، وأنّهم ليسوا صادقين في توبتهم ، بل ولا في أعذارهم.
(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)
من نفاق وخيانة ، ولعلّ هذه الكلمة تنطبق أكثر شيء على تظاهرهم بالندم من