أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ». قال : ثم يؤتون بكأس من حديد فيه شربة من عين آنية ، فاذا أدني منهم تقلصت شفاههم ، وانتشر لحوم وجوههم ، فاذا شربوا منها وصار في أجوافهم يصهر به ما في بطونهم والجلود (١)
والمتقون لهم من كل الثمرات ، اما هؤلاء المجرمون فليس لهم سوى الزقوم مطعما .. يقول الامام الباقر (ع):
«ثم يضرب على رأسه ضربة فيهوي سبعين ألف عام حتى ينتهي الى شجرة الزقوم ، شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، عليها سبعون ألف غصن من نار ، في كل غصن سبعون ألف ثمرة من نار ، كل ثمرة كأنها رأس الشيطان قبحا ونتنا ، تنشب على صخرة مملسة سوخاء كأنها مرآة ذلقة ، ما بين أصل الصخرة (الشجرة خ ل) سبعون الف عام ، أغصانها يشرب من نار وثمارها نار ، وفرعها نار ، فيقال له : يا شقي اصعد ، فكلما صعد زلق ، وكلما زلق صعد ، فلا يزال كذلك سبعين الف عام في العذاب ، وإذا أكل منها ثمرة يجدها أمرّ من الصبر ، وأنتن من الجيف ، وأشد من الحديد ، فاذا واقعت بطنه غلت في بطنه كغلي الحميم ، فيذكرون ما كانوا يأكلون في دار الدنيا من طيب الطعام». (٢)
هل نختار هذا المصير السيء على عاقبة المتقين؟ وهكذا يبين القرآن مدى الفرق بين المؤمن والكافر ، لكي لا ننظر الى ظاهر الأمر ونزعم انه يستوي هذا وذاك ، أو تستوي حالة الايمان وحالة الكفر ، فننجر الى الكفر باهمالنا وغفلتنا ، نعوذ بالله منه ومن مصير الكافرين.
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٨ ـ ص ٣٢١
(٢) المصدر