[٢٢] أمّا عاد فقد تشبّثوا بالواقع الراهن رغم فساده ، لأنّهم زعموا أنّ مصالحهم تتعرّض للخطر لو آمنوا بربهم.
(قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا)
وكأنّ آلهتهم التي كانت رمزا لقوى الظلم والاستكبار هي المقدّسات التي أراد هود أن يصرفهم إفكا عنها.
وربما يوحي الاستفهام بأنّهم لم يصدّقوا أنفسهم كيف يجرأ أحد على مقاومة تلك الآلهة ، لذلك تحدّوا هودا بكلّ صلافة قائلين :
(فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
وهكذا الذي يركن إلى المادة يستبدّ به الغرور إلى درجة تراه يتحدّى من ينذره ، ويستعجل لنفسه العذاب.
[٢٣] وكعادة الكفّار بالغيب زعمت عاد أنّ هودا هو الذي ينزل عليهم العذاب ، وأنّ بيده أمره ، فنفى ذلك بصراحة :
(قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ)
وإنّما هو رسول يبلّغهم أمر الله.
(وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ)
وهذه مسئولية أصحاب الرسالة الأساسية ، بيد أنّ ذلك لا يعني أنّه مجرّد ساعي بريد ، كلّا .. بل له بدوره كلام ينصحهم به ألّا يكذّبوا بالرسالة :
(وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ)