عقل الإنسان كشبه الهزّة الكهربائية تثيره وتذكّره ، وابتعاد الإمام (ع) عن الجدار كان بقضاء الله عزّ وجل.
ونقل لي أحد الأشخاص قائلا : كنت واقفا في الشارع أبحث عن سيارة توصلني إلى نقطة معينة في إحدى العواصم ، وفي الأثناء توقفت إلى جانبي سيارة أجرة ، ولكنّ السائق رفض جلوسي في المقعد الأمامي إلى جانبه ، الأمر الذي منعني عن الركوب في هذه السيارة ، فاستقلّيت سيارة أخرى ، وبينما كنّا نسير رأينا جمعا من الناس وكأنّ حادثا ما وقع في الشارع ، وحيث نزلت لمعرفة الخبر وجدتها سيارة الأجرة التي رفض صاحبها ركوبي في المقعد الأمامي ، وقد تحطّمت ومات السائق والراكب الذي الى جانبه .. فالقدر الطبيعي لهذا الشخص أنّه يموت ، ولكنّ القضاء يتدخّل ليبدّل الأمر ، وينقذ هذا الإنسان.
وأمثال هذه القصص والحوادث تتكرّر بكثرة في حياتنا اليومية ، ونحن نعايشها أو نسمع عنها ، ولكنّنا لا نبصر ولا نعتبر. وفي هذه السورة تركيز على هذا الوعي (أنّ في الكون يدا غيبية تدبّر شؤونه) ، وذلك لا يعني أنّها وحدها تفعل كل شيء مباشرة ، وأنّه لا نظام في الحياة ، كلّا .. إنّما النظام موجود ، ولكن هناك أيضا من يجريه ويهيمن عليه فيجريه أو يعطّله متى شاء ، وهو الله عزّ وجل ، فإذا بالنار التي تحرق يتعطّل قانونها في قصة إبراهيم (ع) ، وإذا بالعصا تصير حية كأنّها جان ، وهكذا الكثير من الشواهد الأخرى.
بينات من الآيات :
[١] [حم]
بالإضافة إلى كون الكلمات المقطعة رموزا وإشارات تهدينا إلى القرآن ذاته ، أو أنّها رموز بين الله وأوليائه (وهو أفضل ما قيل فيها) ، فإنّها تنسجم بتناغمها