شديد خالد ، ومن بشارة بنعيم عظيم دائم ، الاهتمام بها وبامكانية وقوعها حتى ولو كان بنسبة ضئيلة جدا؟! كيف وأن نسبة احتمالها مرتفعة حتى عند الجاحدين بها لتواتر الأدلة عليها؟!
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ)
فكم تكون خسارة البشر عظيمة عند ما يكفر برسالة ربّه ، ويتحدّى خالقه ورازقه ومن إليه مصيره؟!
إنّ هذا التساؤل يهزّنا من الأعماق ، ويجعلنا نبدأ مسيرة الشك المنهجي فيما نسترسل فيه من الأفكار والقناعات.
وحتى بالنسبة إلى المؤمنين برسالات الله ينبغي أن يكسروا حالة الجمود الفكري ، ويتساءلوا في أنفسهم : كم هي عظيمة رسالات ربّهم ، وكم حظهم عاثر لو استخفّوا بها أو لم ينفّذوا كلّ تعاليمها؟ حقّا : إنّه يسقط عنا ـ نحن المؤمنين ـ حجاب العادة التي تمنع إيماننا من التسامي ، كما يسقط عن الآخرين حجاب الاستكبار الذي يمنعهم عن رؤية شواهد صدق الرسالة ، فتراهم ـ مثلا ـ يغفلون عن شهادة العلماء بصدق الرسالة ، ولا يسألون أنفسهم : كيف أسلم علماء بني إسرائيل للرسالة الجديدة ، كأمثال عبد الله بن سلام الذي كان معروفا عندهم بالصدق والنزاهة.
(وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ)
بالرغم من مخالفة الايمان ظاهرا لمصلحته. أليس يفقد مكانته عند قومه كقائد ، ويصبح جنديّا في جيش الإسلام؟