قوانينهم المحرّرة ، واعيا من أستاذي فمن يليه اصطلاحهم ؛ مع ملاحظة دواوينهم المعتبرة ، ولم
آل جهدا في الاقتحام ؛ في تيّار بحار هذا الشأن والازدحام ؛ في المتابعة بحسن
الاعتبار ، لذوي الإتقان رجاء لاستمرار ؛ قائم به في الجملة واعتناء بإكثار ، من
أهله عند التحقيق في غاية من القلّة ؛ بل القول الأنسب ؛ أنّهم إلى العدم أقرب :
وقد كنّا نعدّهم قليلا
|
|
فقد صاروا
أقلّ من القليل
|
وما ذاك إلّا
لأنه لا يدرك بالهوينى ، ولا يسلك ممّن أشرك غيره معه يقينا ؛ إذ هو بيقين ، كما
قال بعض الحفاظ المحققين : لا يعلق إلّا بمن قصر نفسه عليه ، ولم يضمّ غيره من
العلوم إليه. ونحوه تعليل شيخنا تفضيل شيخه العراقي ـ رحمهماالله ـ له على ولده المرحوم الوليّ ، بأكثريّة ممارسته لهذا
العلم بالنسبة لغيره من فنون العلم المعتلي . وقول إمامنا الشافعيّ مخاطبا لبعض أصحابه السّادات :
أتريد الجمع بين الفقه والحديث؟ هيهات!
ورأيت جماعة من المحدثين ، والحفاظ المعتمدين ، ممّن رحل
فاتصل ، وعلى قصده الشريف فيها حصل ، قد خرّج الأحاديث العليّات ؛ البلدانيات ،
وهي عن شيوخ جملة ، سمع المخرّج من كلّ واحد منهم ببلد أو محلّة ، لا يكرّر فيها
شيخا ولا مكانا ، ولا يقصّر في إيضاحها تبيينا وبيانا ، فكان أوّل من علمته ابتكر
هذا الصّنيع ، وأظهر هذا القصد البديع ؛ عتيق بن علي بن داود السّمنطاري ، تلميذ أبي نعيم الأصبهاني.
__________________