قال : هات الدليل من القرآن.
قلت : أنت تطلب المستحيل لأنّ نزول الوحي انقطع بوفاة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا بد من الإستدلال من كتب الحديث.
فقال : نحن لا نقبل الحديث إلاّ إذا كان صحيحاً ، أمّا ما يقوله الشيعة فلا نعتبره شيئاً.
قلتُ : هل تثق في صحيح البخاري ، وهو أصح الكتب عندكم بعد كتاب الله؟
قال مستغرباً : البخاري يقول بجواز الوسيلة؟!
قلتُ : نعم يقول بذلك ، ولكن مع الأسف لا تقرأون ما في صحاحكم ، ورغم ذلك تعاندون تعصّباً لأرائكم فقد أخرج البخاري في صحيحه أنّ عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المطّلب فقال : اللهمّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا ، قال : فيسقون » (١).
ثم قلت له : هذا عمر بن الخطّاب وهو عندكم أعظم الصّحابة ولا شك عندك في إخلاصه ، وقوة إيمانه ، وحسن عقيدته ، فإنكم تقولون : لو كان نبي بعد محمّد لكان عمر بن الخطاب (٢) ، وأنت الآن بين أمرين لا ثالث لهما ، إمّا أن
__________________
١ ـ صحيح البخاري : ٢ / ١٦ ، ٤ / ٢٠٩ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٣ / ٣٥٢ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ١ / ٧٢ ح ٨٤ ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد ٤ / ٢٨ ـ ٢٩ ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : ٢٦ / ٣٥٥ ، ذخائر العقبى ، الطبري : ١٩٨ ـ ١٩٩.
٢ ـ راجع : مسند أحمد بن حنبل : ٤ / ١٥٤ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ١٧ / ١٨٠ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٢ / ١٧٨ ، تذكرة الموضوعات ، الفتني ، ٩٤ ، فيض القدير ، المناوي : ٥ / ٤١٤ ح ٧٤٦٩ ، كشف الخفاء ، العجلوني : ٢ / ١٥٤ ح ٢٠٩٤.