النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وثبت ذلك عندنا بالطرق الصحيحة المتّصلة بهم ، فقوله عليهالسلام هو قول المطهرَّين بنصّ القرآن.
وثالثها : ما ثبت في صحاح أحاديثكم بالطرق الصحيحة المتكثِّرة ، المتّحدة المعنى ، المختلفة اللفظ ، من قوله عليهالسلام : إنّي مخلِّف فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا بعدي ، الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض (١).
وفي بعض الطرق : إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي (٢) ، فصرَّح صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن المتمسِّك بكتاب الله وعترته لن يضلَّ ، ولم يتمسَّك بهما إلاَّ الشيعة كما لا يخفى ; لأن الباقين جعلوا عترته كباقي الناس ، وتمسَّكوا بغيرهم ، ولم يقل : مخلِّف فيكم كتاب الله وأبا حنيفة ، ولا الشافعي.
فكيف يجوز ترك التمسُّك بمن تتحقَّق النجاة بالتمسُّك به ، ويتمسَّك بمن لم تعلم النجاة معه؟! إن هذا إلاَّ لمحض السفه والضلال ، وهذا يقتضي العلم بوجوب اتّباعهم ، وإن نوزع فيه فلا ريب في اقتضائه ظنَّ وجوب الاتّباع ، وذلك
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٤ / ٣٦٧ ، فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ٢٢ ، صحيح مسلم : ٧ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣ / ١١٠ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٢ / ١٤٨ و ٧ / ٣٠ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٥ / ٥١ ، مسند أبي يعلى الموصلي : ٢ / ٢٩٧ ح ٤٨ و ٣٠٣ و ٥٤ ، والمعجم الكبير ، الطبراني : ٥ / ١٥٤ ح ٤٩٢٣ وص ١٦٦ ، ذيل تاريخ بغداد ، ابن النجار البغدادي : ٥ / ١٤ ، المناقب ، الموفق الخوارزمي : ٢٠٠ ، ينابيع المودة ، القندوزي : ١ / ١٢١ ح ٤٩.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ح ٤٩٢١ و ٤٩٢٢ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١ / ١٧٢ ح ٨٧٢ و ١٨٦ ح ٩٤٧ و ٣٨٤ ح ١٦٦٧ ، الدرّ المنثور ، السيوطي : ٢ / ٦٠ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ١ / ١٧٠ ، وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون ، وذكره أيضاً في : ٩ / ١٦٢ ـ ١٦٣ وقال : رواه أحمد وإسناده جيّد.