فأنشأ فعل ماض دال على الإنشاء والسائق اسمها وهو الذى يسوق الإبل أى يقدمها ويحدو فى موضع خبرها وطفق معطوف على أنشأ ، ويقال طفق بفتح الفاء وطفق بالفاء المكسورة وطبق بالباء وهى مكسورة ، وفهم من إتيانه بكاف التشبيه مع أنشأ عدم الحصر فإنه زاد فى التسهيل عليها هب وقام. ثم قال :
واستعملوا مضارعا لأوشكا |
|
وكاد لا غير وزادوا موشكا |
أفعال هذا الباب كلها لا تتصرف بل تلزم لفظ الماضى كما نطق بها الناظم إلا كاد وأوشك ، أما كاد فيستعمل منها المضارع نحو قوله تعالى : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) [النور : ٤٣] وأما أوشك فيستعمل منها المضارع كقوله :
٤٠ ـ يوشك من فرّ من منيّته |
|
فى بعض غرّاته يوافقها |
ويستعمل أيضا منه اسم الفاعل ، وإليه أشار بقوله : وزادوا موشكا ، ومنه قوله :
٤١ ـ فموشكة أرضنا أن تعود |
|
خلاف الأنيس وحوشا يبابا |
وقوله واستعملوا يعنى العرب وكاد معطوف على أوشك ولا عاطفة عطفت غير على أوشك وكاد ولكنها بنيت على الضم لقطعها عن الإضافة والتقدير لأوشك وكاد لا غيرهما.
ثم قال :
بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد |
|
غنى بأن يفعل عن ثان فقد |
يعنى أن هذه الأفعال الثلاثة وهى عسى واخلولق وأوشك تسند لأن يفعل ويستغنى به عن ثان من الجزأين وتكون حينئذ أفعالا لازمة تكتفى بالفاعل فتقول عسى أن يقوم زيد واخلولق أن يقوم زيد وأوشك أن تقوم هند ، ومنه قوله عزوجل : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
__________________
(٤٠) البيت من المنسرح ، وهو لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٤٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٧ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٧ ، وشرح المفصل ٧ / ١٢٦ ، والعقد الفريد ٣ / ١٨٧ ، والكتاب ٣ / ١٦١ ، ولسان العرب ٦ / ٣٢ (بيس) ، ١٨٨ (كأس) ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٨٧ ، ولعمران بن حطان فى ديوانه ص ١٢٣ ، ولأمية أو لرجل من الخوارج فى تخليص الشواهد ص ٣٢٣ ، والدرر ٢ / ١٣٦ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٣١٣ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٥٢ ، وشرح ابن عقيل ص ١٦٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٨١٨ ، والمقرب ١ / ٩٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٩ ، ١٣٠.
(٤١) البيت من المتقارب ، وهو لأبى سهم الهذلى فى تخليص الشواهد ص ٣٣٦ ، والدرر ٢ / ١٣٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢١١ ، ولأسامة بن الحارث فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٩٣ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ١ / ١٣١ ، وشرح ابن عقيل ص ١٧١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٨٢٣ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٩.