ونادر أو ذو اضطرار غير ما |
|
قدّمته أو لأناس انتمى |
يعنى أن ما خالف ما تقدم من الأحكام إما نادر كقول بعضهم فى كهلة كهلات وحقه الإسكان لأنه صفة وإما ضرورة كقول الراجز* فتستريح النفس من زفراتها* فسكن زفرات وحقه الفتح لأنه اسم وإما لغة قوم من العرب فى فتح جمع نحو بيضة وجوزة فيقولون جوزات وبيضات بالفتح وهى لغة هذيل. قال شاعرهم :
٢٠٣ ـ أخو بيضات رائح متأوّب |
|
رفيق بمسح المنكبين سبوح |
وغير مبتدأ وما موصولة وصلتها قدمته والهاء عائدة على ما وخبر المبتدأ نادر أو ذو اضطرار أو لأناس انتمى فقد توسط المبتدأ بين الأخبار والتقدير غير ما قدمته نادر أو ذو اضطرار أو لأناس انتمى.
جمع التكسير
إنما سمى جمع التكسير لتغير بناء الواحد فيه والتكسير هو التغيير ومقابله جمع السالم ؛ ثم إن جمع التكسير على قسمين : جمع قلة ، وجمع كثرة ، وقد أشار إلى الأول بقوله :
أفعلة أفعل ثم فعله |
|
ثمّت أفعال جموع قلّه |
يعنى أن هذه الأوزان الأربعة التى ذكرها فى البيت تدل على جمع القلة وهو من ثلاثة إلى عشرة نحو أغربة وأفلس وفتية وأحمال وفهم منه أن ما سوى هذه الأربعة من جموع التكسير جمع كثرة وهو ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له وستأتى أمثلتها فى أثناء الباب.
وأفعلة مبتدأ وسائر الجموع التى بعده معطوفة عليه وخبره جموع قلة ؛ ثم إنه قد يقع جمع القلة موقع جمع الكثرة وجمع الكثرة موقع جمع القلة وإلى ذلك أشار بقوله :
__________________
(٢٠٣) البيت من الطويل ، وهو لأحد الهذليين فى الدرر ١ / ٨٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٩٩ ، وشرح المفصل ٥ / ٣٠ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٣٥٥ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٠٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٠٢ ، ١٠٤ ، والخصائص ٣ / ١٨٤ ، وسر صناعة الإعراب ص ٧٧٨ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٦٦٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٣٢ ، ولسان العرب ٧ / ١٢٥ (بيض) ، والمحتسب ١ / ٥٨ ، والمنصف ١ / ٣٤٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣.
والشاهد فيه قوله : «بيضات» حيث فتح العين فيها على لغة هذيل التى تفتح العين فى جمع «فعلة» صحيحا كان أو معتلا ، والقياس التسكين فى المعتلّ.