يعنى أن المفعول له إذا كان مجردا من الألف واللام والإضافة يقلّ أن تصحبه لام الجر وإن كان مقرونا بأل يقلّ أن لا تصحبه اللام فنحو قمت لإكرام لك قليل وإكراما لك كثير ونحو قمت الإكرام قليل وللإكرام كثير وفهم من سكوته عن المضاف أنه يستوى فيه الوجهان والهاء فى يصحبها عائدة على لام الجر ، ثم أتى بشاهد على نصب مصحوب أل فقال :
وأنشدوا |
||
لا أقعد الجبن عن الهيجاء |
|
ولو توالت زمر الأعداء |
الجبن الخوف يقال رجل جبان وامرأة جبان وعن متعلقة بالجبن والهيجاء الحرب والزمر الجماعات. وقد جمع العجاج بين نصب الأقسام الثلاثة فقال :
٧٤ ـ يركب كل عاقر جمهور* مخافة وزعل الحبور*الهول من تهوّل القبور
المفعول فيه وهو المسمى ظرفا
المفعول خبر مبتدأ مضمر وأل فيه موصولة وفيه متعلق بالمفعول واستفيد من هذه الترجمة أن لهذا النوع من المفاعيل اسمين : مفعول فيه ، وظرف وقوله :
الظّرف وقت أو مكان ضمّنا |
|
فى باطّراد كهنا امكث أزمنا |
قسم الظرف إلى مكان وزمان وشمل قوله وقت أو مكان الظرف وغير الظرف وأخرج بقوله ضمنا فى ما ليس بظرف من الزمان والمكان نحو يوم الجمعة مبارك وأعجبنى موضع جلوسك واحترز بقوله : باطراد من المكان المختص المنصوب بدخل نحو دخلت الدار والمسجد ونحوه فإنه غير ظرف لأنه لا يطرد نصبه مع سائر الأفعال فلا يقال صليت المسجد ولا جلست الدار وفهم من ذلك أن الدار من نحو دخلت الدار ليس بظرف ، وفى نصب الدار ونحوها من اسم المكان المختص ثلاثة مذاهب : الأول أنه انتصب نصب المفعول به بعد
__________________
(٧٤) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ١١٤ ، ١١٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٧ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٤ ، والكتاب ١ / ٣٦٩ ، ولعبد الله بن رؤبة أو للعجاج فى شرح شواهد الإيضاح ص ١٨٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٨٧ ، ١٨٩.
والشاهد فيه نصب «مخافة» و «زعل» و «الهول» على المفعول له.