كطب نفسا تفد
فنفسا تمييز وهو فاعل فى المعنى لأن التقدير لتطب نفسك وغير مفعول باجرر وبمن متعلق باجرر والفاعل مجرور عطفا على ذى والموصوف بذى محذوف وكذلك بالفاعل والمعنى منصوب على إسقاط فى وإن شئت شرط محذوف الجواب لدلالة ما تقدم عليه والتقدير إن شئت فاجرر بمن غير التمييز صاحب العدد وغير التمييز الفاعل فى المعنى. ثم قال :
وعامل التّمييز قدّم مطلقا |
|
والفعل ذو التّصريف نزرا سبقا |
يعنى أن العامل فى التمييز يجب تقديمه عليه فيلزم وجوب تأخير التمييز وقوله مطلقا أى سواء كان اسما أو فعلا أما إذا كان اسما فلا يتقدم عليه بالإجماع نحو عندى عشرون درهما فالعامل فى درهما عشرون فلا يجوز عندى درهما عشرون وأما إذا كان فعلا فإن كان الفعل غير متصرف فلا يجوز أيضا تقديمه عليه نحو ما أكرمك أبا ونعم رجلا زيد وإن كان متصرفا ففى تقديم التمييز عليه خلاف والمشهور منع تقديمه وهو مذهب سيبويه وأجاز قوم تقديمه منهم المازنى والمبرد وتبعهم الناظم فى غير هذا النظم ، وظاهر قوله نزرا سبقا أن له مذهبا ثالثا وهو جواز تقديمه بقلة ولم يقل به أحد ومن شواهد تقديمه قوله :
٨٥ ـ ولست إذا ذرعا أضيق بضارع |
|
ولا يائس عند التعسّر من يسر |
وأبيات أخر منها :
٨٦ ـ أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعى المنون ينادى جهارا |
وعامل التمييز مفعول مقدم ومطلقا حال من فاعل التمييز والفعل مبتدأ وذو التصريف نعت له والخبر فى سبق ونزرا حال من الضمير المستتر فى سبق.
__________________
(٨٥) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى المقاصد النحوية ٣ / ٢٣٣.
والشاهد فيه تقديم التمييز ، وهو قوله : «ذرعا» على عامله وهو قوله : «أضيق» وهذا التقديم قليل.
(٨٦) البيت من المتقارب ، وهو لرجل من طيّئ فى شرح التصريح ١ / ٤٠٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٣٧٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٩٦ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٦٢ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٦٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤١.
والشاهد فيه قوله : «أنفسا تطيب» حيث قدم التمييز على عامله ، وهذا نادر عند سيبويه والجمهور ، وقياسىّ عند الكسائى والمبرد.