والبعضية فى إفادة التعظيم من طريق الإبهام ، ويصح أن يفيده أحدهما
بملابسته واستلزامه للآخر وذلك كقوله تعالى (وَرَفَعْنا
بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) أراد بالبعض محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ففى إبهامه بالتعبير عنه بالبعض من تعظيم قدره وإعلاء
فضله وإعزاز شأنه ما لا يخفى والذوق السليم شاهد صدق على ذلك مع القرائن الدالة
على المراد.
وصف المسند إليه وأغراضه
(وأما وصفه) أى
: الإتيان للمسند إليه بالوصف الذى هو النعت ، وليس المراد نفس الوصف الذى هو
النعت إذ لا يناسب التعليل الآتى بعد ؛ لأن المعلل فعل المتكلم الذى هو الإتيان
بالوصف لا نفس الوصف ، ولا يوافق أيضا ما تقدم ، وما يأتى فى قوله : وأما تنكيره
مثلا وقوله : وأما بيانه (فلكونه) أى : الإتيان بالوصف الذى هو النعت ، أو لكون
الوصف نفسه وهو الأولى ؛ لأنه هو الموصوف عرفا بالبيان الآتى بعد والكشف وغير ذلك
مما يذكر ولو كان الإتيان به قد يوصف بذلك أيضا ، وعلى الأول يكون الضمير عائدا
على ما تقدم لغير المختار من معناه السابق فيكون من باب : عندى درهم ونصفه وهو
الاستخدام الآتى فى البديع إن شاء الله تعالى.
(مبينا له) أى
: للمسند إليه (كاشفا عن معناه) ومفسرا له بذاتياته أو بلوازم الذاتيات ، والمقام
يقتضى التفسير لجهل المخاطب بحقيقة المسند إليه أو لتنزيله منزلة الجاهل (كقولك)
فى خطاب من لا يعلم معنى الجسم وقد يكون ذلك سببا لإنكار الحكم : (الجسم الطويل)
العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله) أى : الجسم الذى حقيقته ما ذكر يحتاج إلى
الفراغ ، وهو الخلاء لأن فيه أبعادا ثلاثة بها يقبل القسمة من ثلاث جهات فلا بد له
مما تنفذ فيه تلك الأبعاد ، وهو الفراغ ، ومعلوم أن الكشف هنا لمجموع الأوصاف
وعليه فالمجموع هو النعت المبين ، ولا يصدق على كل أنه نعت مبين ويحتمل أن يكون
النعت الأول هو المبين وما بعده قيد فى بيانه ، والخطب سهل ثم إن
__________________