تفسيره بما ذكر إنما هو على المذهب الاعتزالى ، وأما عند الحكماء : فالجسم هو المركب من الهيولى أى الجواهر المفردة ومن الصورة ، وعند أهل السنة هو ما تركب من جوهرين فأكثر ، والفرق بين المذهب السنى ومذهب الحكماء أن الصورة عند الحكماء لها دخل فى التركيب ، وهى جزء الجسم وعند أهل السنة أن التركيب للجواهر والصورة عرض اعتبارى أو حقيقى ولا مدخل لها فى جزئية الجسم (ونحوه فى الكشف) أى : ومثل هذا القول فى مجرد كون الوصف فيه للكشف والإيضاح لا فى كون الموصوف مسند إليه لأن الوصف فى الشاهد لغير المسند إليه (قوله).
إن الذى جمع السماحة والنج |
دة والبر والتقى جمعا (١) |
(الألمعى) وهو خبر إن قبله وقوله (الذى يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا) تفسير للألمعى بلازمه ولما سئل الأصمعى عنه لم يزد على إنشاد هذا البيت ، وهو مسند لا مسند إليه وإنما قلنا : بلازمه لأن الألمعى هو الذكى المتوقد الفطنة ، ومن لازمه أنه إذا وضع عقله على شيء ليختبره أدرك من حاله الحكم الواقع فيه كان ظنه صوابا كأنه رأى موجبه أو سمعه إن كان مما يسمع ، ويحتمل أن يكون الألمعى منصوبا صفة لاسم إن والخبر هو قوله بعد أودى فلا تنفع الإشاحة إلخ أى : هلك ، أو منصوبا بتقدير أعنى ، وعلى كل حال فليس مسندا إليه (أو مخصصا) أى : يؤتى بالوصف للمسند إليه لكون الوصف مخصصا أى : مقيدا له بتقليل الاشتراك فى النكرات فإنك إذا قلت : جاءنى رجل كان لكل فرد دخل فى الرجولية لاشتراك الأفراد فى معناه فإذا قلت : عالم أخرجت الجاهل فيقل الاشتراك لخروج جنس الجاهل أو برفع الاحتمال فى المعارف التى لا اشتراك فى استعمالها ، فإذا قلت : جاءنى زيد احتمل أن يكون المراد به فلان أو آخر مما يعرض له الاشتراك فى التسمية فإذا قلت : التاجر خرج المحتمل الآخر ، وإنما قلنا : فى المعارف التى لا اشتراك فى استعمالها ؛ ليخرج المعرف بلام الجنس والمشار بها إلى فرد ما باعتبار عهدية جنسه فإن فيهما تقليل الاشتراك كالنكرة ، ويدخل فى كلام المصنف النكرة المشتركة كالعين فيقلل اشتراكها بالوصف المقيد ، فإذا قيل عندى عين جارية
__________________
(١) البيت من المنسرح وهو لأوس بن حجر في ديوانه ص ٥٣ ، وديوان الأدب ١ / ٢٧٣.