شركاء في وحدانيته ، كأن يزعم جاهلا أن لله ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك ، وهو الكامل المنزه عن كل نقص ، وهو الغني غير المحتاج الى الولد وغيره.
وقد تتخذ نسبة الولد الى الله تعالى صورة رمزية غير صريحة ، وهي ان يشرك الإنسان في حكم الله وسلطته وملكوته أحدا غير الله ، فردا كان أم مؤسسة وتنظيما ، ويعتقد أنه امتداد لسلطة وحاكمية الله.
ومن المؤسف ان تنتشر هذه الخطيئة بين عدد كبير من المسلمين ، ولكن بصورة خفية دون ان يشعروا بها ، حيث انهم يتبعون علماء السوء ويقلدون من يدعون الفقه والاجتهاد وليسوا كذلك ، فهؤلاء يضلون من يتبعهم ويقتدي بهم ، وبالتالي يحرفونهم عن خط التوحيد الى منزلق الشرك.
ولهذا فأن المسلم عند ما يريد ان يقلّد في أمور دينه فعليه ان يتأكد من ان مقلّده انه عالم مجتهد ومتق يدعو الى الله وباذنه ، حتى تكون اعماله خالصة لله ، ويكون مسلما موحدا بحق.
[٥] (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)
هؤلاء الذين يجعلون أبناء لله وأندادا له ، سواء كان ذلك صراحة أو ضمنا انهم يرتكبون خطيئة كبيرة ، وهم يعلمون في أنفسهم يقينا أنما يقولونه ويدعونه هو الكذب بعينه ، ولكنهم يسوغون ذلك عبر التبريرات الباطلة ، بهدف تحقيق المنافع والمصالح العاجلة حسب تصورهم وتقديرهم.
ما على الرسول إلا البلاغ :
[٦] العاقل يتعجب ، كيف يترك أولئك البشر الطريق الصحيح ويتبعون طريقا