بأن يكون تمام ماهيتهما ، أو جزءا منهما (كما فى تشبيه ثوب بآخر فى نوعهما ، أو جنسهما) أو فصلهما ؛ كما يقال : هذا القميص مثل ذاك فى كونهما كتانا ، أو ثوبا ، أو من القطن (أو خارج) عن حقيقة الطرفين (صفة) أى معنى قائم بهما
______________________________________________________
ولم يقل : وهو إما داخل أو خارج ليشمل النوع ؛ لأنه كما أنه غير خارج غير داخل لكونه تمام الماهية والشىء لا يدخل فى نفسه ولا يخرج منها (قوله : بأن يكون تمام ماهيتهما) أى : ماهيتهما التامة وهو النوع ، (وقوله : أو جزءا منهما) أى : وهو الجنس أو الفصل (قوله : كما فى تشبيه ثوب بآخر فى نوعهما أو جنسهما أو فصلهما) أو مانعة خلو فتجوز الجمع أى : أو فى جنسهما وفصلهما معا وأنت خبير بأننا إذا قلنا : زيد كالفرس فى الحيوانية ، أو كعمرو فى الإنسانية أو فى الناطقية ، فالإنسانية والحيوانية والناطقية ليست هى النوع والجنس والفصل ، إذ النوع الإنسان لا الإنسانية أعنى : الكون إنسانا ، والجنس هو الحيوان لا الحيوانية أعنى : الكون حيوانا ، والفصل الناطق لا الناطقية أعنى : الكون ناطقا ، وكذا يقال فى تشبيه ثوب بآخر وغير ذلك ، وأجاب بعض الفضلاء بأن المراد بقوله فى نوعهما .. إلخ أى : فيما يؤخذ من نوعهما أو جنسهما أو فصلهما (قوله : كما يقال هذا القميص .. إلخ) اعلم أن الثوب اسم لكل ما يلبس ، لكن إن كان يسلك فى العنق قيل له قميص ، وإن كان يلف على الرأس قيل له عمامة ، وإن كان يسلك فيها قيل له طاقية ، وإن كان يستر به العورة قيل له سروال ، وإن كان يوضع على الأكتاف قيل له رداء ، فالثوب جنس تحته أنواع عمامة وقميص ورداء وسروال وطاقية ، إذا علمت هذا فالأولى للشارح أن يقول كما يقال : هذا الثوب مثل هذا الثوب فى كونهما قميصا ، أو هذا الملبوس مثل هذا الملبوس فى كونهما ثوبا أو هذا الثوب مثل هذا الثوب فى كونهما من كتان أو قطن ، فالأول مثال للنوع والثانى للجنس والثالث والرابع مثال للفصل ؛ وذلك لأن هذا الثوب مركب من الجنس وهو الثوبية ومن الفصل وهو القطن أو الكتان أو الحرير أو الصوف مثلا ، وأما ما قاله الشارح ففيه ترك لمثال النوع ـ كذا قرر شيخنا العلامة العدوى ، ولك أن تقول : إن القطن والكتان فى كلام الشارح مثال للفصل (وقوله أو ثوبا) مثال للجنس إن أريد مطلق ثوبية ويكون