يشملانها ؛ تسهيلا للضبط بتقليل الأقسام فقال : (والمراد بالحسى : المدرك هو أو مادته بإحدى الحواس الخمس الظاهرة) أعنى : البصر ، والسمع ، والشم ، والذوق ، واللمس (فدخل فيه) أى : فى الحسى بسبب زيادة قولنا : " أو مادته" (الخيالى)
______________________________________________________
ملتبسا بحالة وتعريف (قوله : يشملانها) أى : الأقسام الثلاثة (قوله : للضبط) أى : ضبط الطرفين فى الحسى والعقلى (قوله بتقليل الأقسام) أى : بسبب تقليل أقسام طرفى التشبيه ، فإن قلت تسهيل الضبط حاصل على تقدير تفسير الحسى بمعناه المشهور أعنى : المدرك بإحدى الحواس ، وتفسير العقلى بما عداه فيدخل فيه الخيالى ، مع أن هذا أولى من حيث إن فيه تجوزا فى تفسير العقلى فقط ، بخلاف ما سلكه فإن فيه تجوزا فى تفسير كلّ منهما ، قلت : الحامل له على ما ذكر أن إدخال الخيالى فى الحسى أنسب لقربه منه من حيث إنه يدرك من حيث مادته بالحسن ـ كذا قيل ، وقد يقال : إدخاله فى الحسى نظرا للحيثية المذكورة ليس بأولى من إدخاله فى العقلى من حيث نفسه ، فإن العقل يدرك نفس الخيالى ، فلعل الأولى فى الجواب أن يقال : الحامل للمصنف على جعل الخياليات من قبيل المحسوسات ، اشتراك الحواس والخيال فى إدراك الصور ، وإن كان الحس يدركها بسبب حضور المادة ، والخيال يدركها بدون ذلك (قوله : والمراد بالحسى) أى : فى باب التشبيه ، وأتى المصنف بهذا المراد دفعا لما يقال : كان الأولى له أن يقول : وطرفاه إما حسيّان أو عقليّان أو خياليّان أو وهميّان أو وجدانيّان أو حسى وعقلى إلخ ، فتصير أقسام الطرفين خمسة عشر فالقسمة التى ذكرها غير حاصرة ، فأجاب عن هذا بقوله : والمراد إلخ (قوله : المدرك هو) أى : بنفسه وحالته المخصوصة كالخد والورد ، وأبرز الضمير لأجل العطف على الضمير المستتر لا لأجل كون الوصف جاريا على غير من هو له ، إذ هو جار على من هو له (قوله : أو مادته) أى : أو لم يدرك هو بنفسه ولكن أدركت مادته ، أى : جميع أجزائه التى تركب منها وتحققت بها حقيقته التركيبية فإن كان بعض المواد غير محسوس كان ذلك المركب وهميّا (قوله : بإحدى) متعلق بالمدرك (قوله : أعنى) أى : بالحواس الظاهرة ولا محل لهذه العناية (قوله : بسبب زيادة قولنا إلخ) فيه أن (قوله : أو مادته) من مقول المصنف لا من مقول الشارح ، فكان حقه أن يقول : بسبب زيادة