وأن الاستعارة فى المصدر لا فى نفس المكان بل التحقيق أن الاستعارة فى
الأفعال وجميع المشتقات التى يكون القصد بها إلى المعانى القائمة بالذوات تبعية ،
لأن المصدر الدال على المعنى القائم بالذات ، هو المقصود الأهم الجدير بأن يعتبر
فيه التشبيه وإلا لذكرت الألفاظ الدالة على نفس الذوات دون ما يقوم بها من الصفات (فالتشبيه
فى الأولين) أى الفعل وما يشتق منه ...
______________________________________________________
أى : واستعارة الرقاد للموت ثم اشتق من الرقاد مرقد بمعنى مكان الموت وهو
القبر (قوله : وأن الاستعارة فى المصدر) أى : أولا لا فى نفس المكان فلا ينافى جريانها فى اسم
المكان بعد ذلك بطريق التبعية للمصدر (قوله : بل
التحقيق إلخ) هذا إضراب انتقالى ، (وقوله : وجميع المشتقات) يشمل اسم الزمان والمكان والآلة ؛ لأنها من المشتقات
حقيقة ولا ينافى هذا ما تقدم للشارح من أن المشتقات الصفات دون اسم الزمان والمكان
والآلة ؛ لأن ما تقدم بحسب المراد لا بحسب الحقيقة ، والحاصل أن القوم قصروا
المشتقات التى تجرى فيها التبعية على الصفات دون اسم الزمان والمكان والآلة ، وإن
كانت فى الحقيقة من المشتقات ، واستدلوا على ذلك بما تقدم ، فأضرب الشارح عن ذلك
لقصوره إلى أن التحقيق خلافه وهو أن الاستعارة فى الصفات وأسماء الزمان والمكان
والآلة تبعية ؛ وذلك لأن المقصود الأهم فى الصفات وما بعدها هو المعنى القائم
بالذات لا نفس الذات ، فإذا كان المستعار صفة أو اسم مكان مثلا ينبغى أن يعتبر
التشبيه فيما هو لمقصود الأهم أولا ، وحينئذ تكون الاستعارة فى جميعها تبعية فقول
الشارح : بل التحقيق أى : فى الدعوى والاستدلال ؛ لأنه كما حقق الدليل بقوله : لأن
المصدر إلخ : حقق الدعوى بقوله : إن الاستعارة فى الأفعال وجميع المشتقات إلخ ـ فأتى
بالدليل شاملا لاسم الزمان والمكان والآلة ، وأتى بالدعوى كذلك.
(قوله : هو المقصود الأهم) أى : لأن الشىء إذا استعمل على قيد فالغرض ذلك القيد (قوله : وإلا لذكرت إلخ) أى : وإلا يكن المقصود الأهم من المعانى المشتقات
القائمة بالذوات ، بل المقصود منها نفس الذوات لذكرت الألفاظ الدالة على نفس
الذوات دون المعانى القائمة بها بأن يذكر زيد أو عمرو بدل اللفظ الدالّ على ما قام