علك الشّكيم إلى انصراف الزّائر
الشكيم ، والشكيمة : هى الحديدة المعترضة فى فم الفرس. وأراد بالزائر : نفسه.
شبه هيئة وقوع العنان فى موقعه ...
______________________________________________________
الزائر) أى : من عند مزوره (قوله : المعترضة فى فم الفرس) أى : المدخلة فى فم الفرس مجعولا فى ثقبها الحلقة الجامعة لذقن الفرس إلى تلك الحديدة (قوله : وأراد بالزائر نفسه) أى : نفس القائل لا شخص آخر ، والأصل : إلى انصرافى ، فعبر عن نفسه بالزائر للدلالة على كمال تأدبه حيث يقف مكانه وإن طال مكثه كما هو شأن الزائر للحبيب ، ويدل على ذلك البيت الذى قبله وهو :
عوّدته فيما أزور حبائبى |
|
إهماله وكذاك كلّ مخاطر |
أى : عوّدت ذلك الفرس الإهمال والترك عند زيارة الأحبة وعند فعل كل أمر خطير مهم (قوله : شبه هيئة وقوع .. إلخ) أى : شبهت الهيئة الحاصلة من وقوع العنان فى موضعه من قربوس السرج بالهيئة الحاصلة من وقوع الثوب فى موضعه من ركبتى المحتبى ، ووجه الشبه هو هيئة إحاطة شىء لشيئين ضامّا أحدهما إلى الآخر على أن أحدهما أعلى والآخر أسفل ، واستعير الاحتباء ـ وهو ضم الرجل ظهره وساقيه بثوب ـ وشبهه لإلقاء العنان ووقوعه فى قربوس السرج لأجل ضم رأس الفرس إلى جهته ، واشتق من الاحتباء احتبى بمعنى وقع على طريق الاستعارة التصريحية التبعية هذا حاصل كلام الشارح ، قال العلّامة يس ما حاصله : لا يخفى أن الكلام فى الاستعارة التى هى مجاز مفرد ، وقد مرّ أن كلّا من طرفى التشبيه إذا كان هيئة كانا مركبين ، وحينئذ يجب أن يكون المستعار أيضا مركبا فتكون الاستعارة تمثيلية لا مما فيه الكلام مع أن المثال أيضا ليس كذلك ، إذ لم يقل الشارح : واستعار هيئة الاحتباء لهيئة وقوع العنان فى قربوس السرج ، بل جعل كلّا من المستعار والمستعار له مفردا ، فالأولى للشارح أن يقول : شبه إيقاع العنان بالقربوس بجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب ونحوه ، واستعير الاحتباء لوقوع العنان بالقربوس واشتق من الاحتباء احتبى بمعنى وقع ، وحاصل الجواب : أن المشابهة بين الفعلين لما لم تكن