والفرق بين هذا وبين إطلاق المرسن على الأنف مع أن فى كلّ من المرسن والتقطيع خصوص وصف ليس فى الأنف وتفريق الجماعة ـ هو أن خصوص الوصف الكائن فى التقطيع مرعى فى استعارته لتفريق الجماعة ، بخلاف خصوص الوصف فى المرسن. والحاصل : أن التشبيه هنا منظور ...
______________________________________________________
(قوله : والفرق بين هذا) أى : إطلاق التقطيع على تفريق الجماعة ، حيث جعل استعارة (قوله : وبين إطلاق المرسن على الأنف) أى : على أنف الإنسان حيث جعل مجازا مرسلا (قوله : خصوص وصف) أى : وصفا خاصّا (وقوله : ليس فى الأنف) أى : ليس فى أنف الإنسان ، وهذا راجع لقوله : فى المرسن (وقوله : وتفريق الجماعة) راجع لقوله : والتقطيع ، وأصل العبارة : مع أن فى المرسن وصفا خاصا ليس فى أنف الإنسان ، وكذلك فى التقطيع وصف خاصّ ليس فى تفريق الجماعة ، وقد علمت أن الوصف الخاصّ فى المرسن كونه أنفا لبهيمة يجعل فيه الرسن ، ولا شك أن هذا غير موجود فى أنف الإنسان ، والوصف الخاصّ فى التقطيع التزاق الأجسام التى زال اجتماعها ، ولا شك أن هذا غير موجود فى تفريق الجماعة لما علمت أن التفريق : إزالة الاجتماع بين الأجسام غير الملتزقة (قوله : هو أن خصوص الوصف .. إلخ) هذا خبر عن قوله : والفرق ، وتوضيح ذلك : أن الاستعارة تعتمد التشبيه ، والتشبيه الذى تبنى عليه الاستعارة يقتضى قوة المشبه به عن المشبه فى وجه الشبه ، فالوصف الخاصّ الكائن فى التقطيع لما روعى ولوحظ صار التقطيع بمراعاته أقوى من التفريق فى إزالة الاجتماع ، فصح أن يشبه التفريق ـ الذى هو أضعف ـ بالتقطيع ـ الذى هو أقوى ـ ويدعى أنه من أفراده واستعارة اسمه له ، وأما الوصف الخاص الذى فى المرسن لما لم يلاحظ ، وإنما لوحظ الإطلاق والتقييد لم يكن استعارة ، بل مجازا مرسلا لعدم التشبيه ، فلو لوحظ ذلك الوصف الخاص بحيث يجعل المرسن مشبها به لأجل ذلك الوصف لكان أيضا استعارة كما أن الوصف فى التقطيع إذا لم يلاحظ كان مجازا مرسلا أيضا ، وربما أوهم كلام الشارح أن كون المرسن مجازا مرسلا ، وأن كون التقطيع استعارة أمر لازم وليس كذلك.
(قوله : والحاصل) أى : وحاصل الفرق بين التقطيع والمرسن (قوله : أن التشبيه) أى : أن المشابهة التى هى علاقة الاستعارة ، فاندفع ما يقال : إن الاستعارة مبنية على تناسى التشبيه (قوله : هنا) أى فى استعارة التقطيع لتفريق الجماعة (قوله : منظور) أى :