أى : قذف به كثيرا إلى الوقائع ، وقيل : قذف باللحم ورمى به فصار له جسامة ونبالة. فـ الأسد هاهنا مستعار للرجل الشجاع ؛ وهو أمر متحقق حسّا.
(وقوله) أى : والعقلى كقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(١) أى : الدين الحق) وهو ملّة الإسلام ، وهذا أمر متحقق عقلا. قال المصنف ـ رحمهالله تعالى ـ فالاستعارة ما تضمن تشبيه معناه بما وضع له ، ...
______________________________________________________
(قوله : أى قذف) بكسر الذال مخففة فى المحلين لا مشددة كما قيل ، وإلا صار قوله كثيرا ضائعا (قوله : ورمى به) تفسيرا لما قبله أى : زاد الله أجزاء لحمه حتى صار لحمه كثيرا فالباء للتعدية (قوله : جسامة) أى : سمن ونبالة أى : غلظ وهو عطف لازم (قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)) أى : فالصراط المستقيم فى الأصل : هو الطريق الذى لا اعوجاج فيه استعير للدين الحق بعد تشبيهه به استعارة تصريحية تحقيقية ووجه الشبه التوصل إلى المطلوب فى كلّ ، وإنما كانت تحقيقية ؛ لأن المستعار له وهو الدين الحق محقق عقلا ؛ وذلك لأن الدين الحق المراد به ملّة الإسلام بمعنى الأحكام الشرعية وهى لها تحقق وثبوت فى نفسها (قوله : قال المصنف) أى : فى الإيضاح والقصد من نقله لكلام المصنف إفادة أن المصنف يجعل" زيد أسد" تشبيها بليغا لا استعارة ؛ لأن حد الاستعارة لا يصدق عليه ، والاعتراض عليه بما سيأتى بقوله : وفيه بحث (قوله : فالاستعارة) أى : مطلقا من غير تقييد بكونها تحقيقية ؛ بدليل أنه لم يذكر فى هذا التعريف تحقق المعنى حسّا أو عقلا.
(قوله : ما تضمن تشبيه معناه بما وضع له) أى : لفظ تضمن تشبيه معناه المراد منه حين إطلاقه وهو المعنى المجازى بمعناه الحقيقى الذى وضع هو له فالضمير فى وضع راجع لما الأولى لا الثانية ، فالصلة جارية على غير من هى له ، والمراد بتضمن اللفظ لتشبيه معناه بشىء : إفادة ذلك التشبيه بواسطة القرينة من حيث إنه لا يصلح أن يستعمل فيه إلا بعلاقة المشابهة لعدم صحة الحمل حينئذ. قال فى الأطول : وقد أفاد هذا التعريف الذى ذكره المصنف أن اللفظ لا يستعار من المعنى المجازى ، وإن كان مشهورا فيه لمعنى مجازى آخر ؛ لأن المعنى المجازى لم يوضع له اللفظ ـ اه أى : وأما تشبيه
__________________
(١) سورة الفاتحة ، آية : ٦.