لدى أسد شاكى السلاح) أى : تامّ السلاح (مقذّف ـ أى : رجل شجاع) ...
______________________________________________________
وبعده :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش |
|
ثمانين عاما لا أبا لك يسأم |
ومهما يكن عند امرئ من خليقة |
|
وإن خالها تخفى على النّاس تعلم |
(قوله : لدى أسد) أى : أنا عند أسد أى : رجل شجاع فشبه الرجل الشجاع بالحيوان المفترس ، وادعى أنه فرد من أفراده واستعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية التحقيقية ؛ لأن المستعار له وهو الرجل الشجاع محقق حسّا لإدراكه بحاسة البصر (قوله : أى تامّ السلاح) تفسير لشاكى السلاح ، فشاكى صفة مشبهة أى : تامّ سلاحه فإضافته لفظية لا تفيده تعريفا ، فلذا وقع صفة للنكرة وهو مأخوذ من الشوكة يقال : رجل ذو شوكة أى : رجل ذو أضرار ، فأصله شاوك قلب قلبا مكانيّا ، فصار شاكو فقلبت الواو ياء لوقوعها متطرفة بعد كسرة ، وفسرت شوكة السلاح بتمامه ؛ لأن تمام السلاح عبارة عن كونه أهلا للإضرار فيكون معنى تمامه شدة حدته وجودة أصله ونفوذه عند الاستعمال ، ويحتمل أن يكون تفسيرها هنا بالتمام ؛ لأن تمامه ـ أى : اجتماع آلاته ـ يدل على قوة مستعمله فيفهم منه أنه ذو شوكة أى إضرار ونسب إلى السلاح لاستلزامه هذا المعنى فى صاحبه والخطب فى ذلك سهل ـ اه يعقوبى.
(قوله : مقذّف) هو اسم مفعول من قذفه رمى به ، وهو يحتمل معنيين ـ أحدهما : أنه قذف به فى الحروب ورمى به فيها كثيرا حتى صار عارفا بها فلا تهوله ، وثانيهما : أنه قذف باللحم ورمى به أى : زيد فى لحمه حتى صار له جسامة ـ أى : سمن ـ ونبالة ـ أى : غلظ ـ فعلى المعنى الأول يكون قوله : مقذّف تجريدا لملاءمته المستعار له ، وعلى المعنى الثانى لا يكون مقذف تجريدا ولا ترشيحا لملاءمته لكل من المستعار منه والمستعار له ، ويحتمل أن يكون مقذف اسم فاعل ويكون المعنى : أن هذا الأسد من الرجال قذف بلحم أعدائه ورمى به عند تقطيع أجسامهم فصار من جملة المعدودين من أهل القوة الأسدية التى بها توصل وتمكن من تقطيع لحم الحيوانات ورميه به ، وعلى هذا فيكون قوله : مقذف ترشيحا لملاءمته المستعار منه بتمحل ـ فتأمل.