أى : ما عنى بها واستعملت هى فيه (حسّا أو عقلا) بأن يكون اللفظ قد نقل إلى أمر معلوم يمكن أن ينصّ عليه ، ويشار إليه إشارة حسية ، أو عقلية.
فالحسىّ (كقوله (١) :
______________________________________________________
لأنها عنده لفظ المشبه ومعناه محقق وهو المشبه به كالأسد (قوله : أى : ما عنى بها) وهو المعنى المجازى لا المعنى الحقيقى كما قد يتبادر من المتن (قوله : واستعملت هى فيه) صفة جرت على غير من هى له فلذا أبرز الضمير بخلاف ما قبله (قوله : حسّا أو عقلا) منصوبان على نزع الخافض أو على الظرفية المجازية والعامل فيهما تحقق ، والمراد بتحقق معناها فى الحس : أن يكون معناها مما يدرك بإحدى الحواسّ الخمس فيصح أن يشار إليه إشارة حسية بأن يقال : نقل اللفظ لهذا المعنى الحسى وبالتحقق العقلى أن لا يدرك معناه بالحواس ، بل بالعقل بأن كان له تحقق وثبوت فى نفسه ، بحيث لا يصح للعقل نفيه فى نفس الأمر والحكم ببطلانه ، فتصح الإشارة إليه إشارة عقلية بأن يقال : هذا الشىء المدرك الثابت عقلا هو الذى نقل له اللفظ ، وهذا بخلاف الأمور الوهمية ، فإنها لا ثبوت لها فى نفسها ، بل بحسب الوهم ، ولذا كان العقل لا يدركها ثابتة ويحكم ببطلانها دون الوهم (قوله : بأن يكون) أى : بسبب أن يكون (قوله : إلى أمر معلوم) أى : وهو المعنى المجازى.
(قوله : ويشار إليه إشارة حسية) أى : لكونه مدركا بإحدى الحواسّ الخمس ، وكلام الشارح يومئ للقول بأن اسم الإشارة موضوع للمحسوس مطلقا ، وتقدم أنه خلاف التحقيق والحق أنه موضوع للمحسوس بحاسة البصر فقط وأن استعماله فى المحسوس بغير تلك الحاسة مجاز ، (وقوله : ويشار إليه ... إلخ) عطف تفسير لما قبله (قوله : أو عقلية) أى : لكونه له ثبوت فى نفسه وإن كان غير مدرك بإحدى الحواس الخمس الظاهرة ، بل بالعقل (قوله : كقوله) أى : كالأسد فى قول زهير بن أبى سلمى [بضم السين وسكون اللام وفتح الميم] وتمام البيت :
له لبد أظفاره لم تقلّم
__________________
(١) شطر بيت لزهير بن أبى سلمى من معلقته المشهورة ، ديوانه ص ٧٣ ، المعلقات العشر ص ٨٤ ، شرح المرشدى على عقود الجمان ص ٤٠ ج ٢ ، ص ٤٨ ج ٢.