بخلاف الاسم والفعل. نعم ، لا يكون هذا شاملا لوضع الحرف عند من يجعل معنى قولهم : الحرف ما دل على معنى فى غيره ـ أنه مشروط فى دلالته ...
______________________________________________________
هذا المفهوم فهو يدل بنفسه على ما وضع له من المفهوم وذكر المتعلق لفهم الجزئى الذى يستعمل فيه ، وهذا مبنىّ على ما قاله العلّامة الرضى فى قولهم : الحرف كلمة دلت على معنى فى غيرها إن" فى" ظرفية أى : كلمة دلت بنفسها على معنى ثابت فى غيرها فاللام فى قولنا : الرجل مثلا يدل بنفسه على التعريف الذى هو فى الرجل أى : متعلق به وهل فى قولنا : هل قام زيد؟ يدل بنفسه على الاستفهام الذى هو فى جملة قام زيد ، ومن فى قولنا : سرت من البصرة يدل على الابتداء الذى هو فى البصرة وهكذا (قوله : بخلاف الاسم والفعل) أى : فإن معنى كلّ منهما الذى يستعمل فيه تامّ فى نفسه فلا يحتاج فى فهمه منه إلى انضمام الغير له (قوله : لا يكون هذا) أى : تعريف الوضع.
(قوله : عند من يجعل .. إلخ) أى : وهو ابن الحاجب ، وحاصل ذلك : أن ابن الحاجب جعل فى للسببية فى قولهم : الحرف كلمة دلت على معنى فى غيرها أى : بسبب غيرها وهو المتعلق ، فعنده دلالة الحرف على معناه مشروط فيها ذكر متعلقه ، وحينئذ فلا يكون العلم بتعيين الحرف لمعناه كافيا فى فهم معناه منه ، بل لا بدّ من ذكر المتعلق ، فعلى هذا القول لا يكون تعريف الوضع الذى ذكره المصنف شاملا لوضع الحرف ، والحاصل : أن الحرف فيه مذهبان ـ أحدهما : أنه يدل بنفسه ، والثانى : أنه لا يدل إلا بضميمة غيره ، فعلى الأول يكون تعريف المصنف للوضع شاملا لوضع الحرف لا على الثانى ، ومنشأ هذا الخلاف قول النحاة : الحرف : ما دل على معنى فى غيره ، فقال الرضى : إن فى للظرفية وأن المعنى ما دل بنفسه على معنى قائم بغيره ، فالحرف دالّ على المعنى بنفسه إجمالا ، ولكن ذلك المعنى الذى دلّ عليه الحرف لا يتم ولا يتعين إلا بذكر المتعلق لقيامه به ، وقال ابن الحاجب : إن" فى" سببية وأن المعنى ما دل على معنى بسبب غيره فهو لا يدل على المعنى بذاته ، بل حتى يذكر المتعلق فمن مثلا يفهم منها الابتداء ، ولكن لا يعلم تعينه إلا بذكر السير والبصرة مثلا على الأول ، وعلى الثانى الدالّ على الابتداء من بشرط ذكر السير والبصرة مثلا.