أوّلا.
(وقد يقيدان باللغويين) ليتميزا عن الحقيقة والمجاز العقليين اللذين هما فى الإسناد ، والأكثر ترك هذا التقييد لئلّا يتوهم أنه مقابل للشرعىّ والعرفىّ.
تعريف الحقيقة :
(الحقيقة) فى الأصل : فعيل بمعنى فاعل ، ...
______________________________________________________
المجاز لا يتوقف على الحقيقة. ألا ترى أن رحمن استعمل مجازا فى المنعم على العموم ولم يستعمل فى المعنى الأصلى الحقيقى ـ أعنى : رقيق القلب ـ فلفظ رحمن مجاز لم يتفرع عن حقيقة ، لكن قول الشارح بعد ذلك فرع الاستعمال .. إلخ يقتضى أن المجاز فرع عن الحقيقة وأنها أصل له فينافى ما تقدم إلا أن يقال : إن فى قوله فرع الاستعمال .. إلخ حذف مضاف أى : فرع قبول الاستعمال ، وليس المراد فرع الاستعمال بالفعل ، أو يقال : قوله فرع الاستعمال أى : كالفرع عن الاستعمال فهو على حذف الكاف ، أو المراد : أنه فرع بالنظر للغالب ، إذ الغالب أن كل مجاز يتفرع عن حقيقة ـ قرره شيخنا العدوى.
(قوله : أولا) ظرف للبحث أى : فلذا قدمها عليه (قوله : وقد يقيدان) أى : الحقيقة والمجاز لا بمعنى الترجمة ، ففى عبارته استخدام (قوله : اللذين هما فى الإسناد) ظرفية العقليين فى الإسناد من ظرفية الجزئى فى الكلى أو الخاصّ فى العامّ (قوله : والأكثر .. إلخ) أشار به إلى أن" قد" فى كلام المصنف للتقليل (قوله : لئلا يتوهم أنه) أى : المقيد بما ذكر مقابل للشرعى والعرفى أى : فيخرجان بالتقييد مع أن القصد إدخالهما وإنما قال يتوهم لأنه فى التحقيق لا يقابلهما ؛ لأن المراد باللغوى ما للّغة فيه مدخل والعرفىّ والشرعىّ يصدق عليهما أنهما كذلك ، وعورض بأن الإطلاق يقتضى دخول العقليين مع أنهما خارجان ، وأجيب بأنهما لا يدخلان عند الإطلاق ، إذ لا يطلق عليهما حقيقة ومجاز إلا عند التقييد بالعقلى بخلاف العرفى والشرعى فإنهما يدخلان عند الإطلاق ؛ لأنهما إذا دخلا عند التقييد فدخولهما عند الإطلاق أولى.
القول فى تعريف الحقيقة
(قوله : فى الأصل فعيل بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول) أى : أن حقيقة فى اللغة وصف بزنة فعيل إما بمعنى اسم الفاعل ، أو بمعنى اسم المفعول ، فعلى أنها وصف بمعنى