من : حق الشىء : ثبت ، أو بمعنى : مفعول ، من حققته : أثبته ، نقل إلى الكلمة الثابتة ، أو المثبتة فى مكانها الأصلى ، والتاء : فيها للنقل من الوصفية إلى الاسمية.
وهى فى الاصطلاح (الكلمة المستعملة فيما) أى : فى معنى (وضعت) ...
______________________________________________________
اسم الفاعل يكون مأخوذا من حقّ الشىء بمعنى ثبت ، وعلى أنها وصف بمعنى اسم المفعول يكون مأخوذا من حققت الشىء بالتخفيف بمعنى أثبته بالتشديد فمعنى الحقيقة على الأول الثابت وعلى الثانى المثبت (قوله : من حق) بابه ضرب ونصر (قوله : نقل إلى الكلمة .. إلخ) أى : نقل ذلك اللفظ من الوصفية إلى كونه اسما للكلمة الثابتة فى مكانها الأصلى بالاعتبار الأول : وهو أنها فى الأصل بمعنى فاعل ، أو المثبتة فى مكانها الأصلى بالاعتبار الثانى : وهو أنها بمعنى المفعول ، فقول الشارح : الثابتة ، أو المثبتة لفّ ونشر مرتب ، والمراد بمكانها الأصلى : معناها الذى وضعت له أولا وجعل المعنى الأصلى مكانا للكلمة تجوّز ، ثم إن الظاهر من كلام الشارح أن نقل هذا اللفظ من الوصفية إلى كونه اسما للكلمة المذكورة بلا واسطة ، والذى فى بعض كتب الأصول أن هذا اللفظ ـ أعنى : لفظ حقيقة ـ نقل أولا من الوصفية إلى الاعتقاد المطابق لثبوته فى الواقع ، ثم نقل للقول الدالّ عليه ، ثم نقل للكلمة المستعملة ، والظاهر أنه منقول إلى كل واحد منها بلا واسطة لتحقق العلاقة بينه وبين المعنى الوضعى ـ فتأمل.
(قوله : والتاء فيها للنقل) أى : للدلالة على نقل تلك الكلمة من الوصفية للاسمية ، وبيان ذلك : أن التاء فى أصلها تدل على معنى فرعىّ وهو التأنيث ، فإذا روعى نقل الوصف عن أصله إلى ما كثر استعماله فيه وهو الاسمية اعتبرت التاء فيه وأتى بها إشعارا بفرعية الاسمية فيه كما كانت فيه حال الوصفية إشعارا بالتأنيث ، فالتاء الموجودة فيه بعد النقل غير الموجودة قبله (قوله : للنقل) أى : وليست للتأنيث باعتبار أن الحقيقة اسم للكلمة بدليل أنه يقال لفظ حقيقة ولو اعتبر كونها للتأنيث حذفت ـ كذا كتب شيخنا الحفنى.
[بقية الكلام عن الحقيقة] :
(قوله : الكلمة المستعملة إلخ) اعترض بأن هذا التعريف غير جامع لأفراد المعرف ؛ لأنه لا يشمل الحقيقة المركبة : كقام زيد ـ فكان الواجب أن يبدل الكلمة باللفظ ،