خبرا عن زيد ـ وبيان ذلك : أن القوة إما بعموم وجه الشبه ظاهرا ، أو بحمل المشبه به على المشبه بأنه هو ، فما اشتمل على الوجهين جميعا فهو فى غاية القوة ، وما خلا عنهما فلا قوة له ، وما اشتمل على أحدهما فقط فهو متوسط ـ والله أعلم.
______________________________________________________
الجميع من الطرفين ووجه الشبه والأداة (قوله : ونحو كالأسد فى الشجاعة) مثال لما حذف فيه المشبه وذكر ما عداه من المشبه به ووجه الشبه والأداة (قوله : خبرا عن زيد) أى : كأن يقال : ما حال زيد؟ فيقال : كالأسد فى الشجاعة (قوله : وبيان ذلك) أى : بيان أن الأعلى حذف الوجه والأداة ، ثم حذف أحدهما ، وأنه لا قوة لغيرهما (قوله : إما بعموم وجه الشبه) أى : وذلك يحصل بحذف وجه الشبه ؛ لأنه إذا حذف الوجه أفاد بحسب الظاهر أن جهة الإلحاق كل وصف ، إذ لا ترجيح لبعض الأوصاف على بعض فى الإلحاق عند الحذف وذلك يقوى الاتحاد ـ بخلاف ما إذا ذكر الوجه ، فإنه يتعين وجه الإلحاق ، ويبقى حينئذ أوجه الاختلاف على أصلها فيبعد الاتحاد ، فإذا قيل : زيد أسد فى الشجاعة ظهر أن الشجاعة هى الجامعة ويبقى ما سواها من الأوصاف على أصل الاختلاف (قوله : ظاهرا) أى : فى ظاهر الحال ، وأما فى نفس الأمر فهو الصفة الخاصة التى قصد اشتراك الطرفين فيها كالشجاعة أو غيرها ، فإذا قلت : زيد كالأسد أفاد بحسب الظاهر أن جهة الإلحاق كل وصف كالشجاعة والمهابة والقوة وكثرة الجرى ، وفى نفس الأمر هو صفة خاصة (قوله : أو بحمل المشبه به على المشبه) أى : وذلك يحصل بحذف الأداة ؛ وذلك لأن ذكر الأداة يدل على المباينة بين الملحق والملحق به وحذفها يشعر بحسب الظاهر بجريان أحدهما على الآخر وصدقه عليه فيتقوى الاتحاد بينهما ، فقول الشارح : أو بحمل المشبه به على المشبه أى : ظاهرا ، وأما فى الحقيقة فلا حمل فحذفه من الثانى لدلالة الأول.
(قوله : فما اشتمل على الوجهين) أى : حذف الوجه والأداة وتحته صورتان ما إذا ذكر الطرفان معا أو حذف المشبه (قوله : وما خلا عنهما) أى : عن الوجهين المذكورين وذلك بأن ذكر كلّ من الوجه والأداة وتحت هذا صورتان ما إذا ذكر الطرفان أو حذف المشبه فقط (قوله : وما اشتمل على أحدهما) وهو المشار له بقول المتن ، ثم حذف أحدهما كذلك ، وفيه أربع صور قد بيّنها الشارح.