لأن وجه الشبه هو التسوية بين الفعل وعدمه ؛ وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين.
(أو مختلفان) أى : أحدهما مقيد ، والآخر غير مقيد (كقوله : والشمس كالمرآة) (١) فى كفّ الأشلّ
فالمشبه به ـ أعنى : المرآة ـ مقيدة بكونها فى كفّ الأشلّ ، بخلاف المشبه ـ أعنى : الشمس ـ ...
______________________________________________________
على كونه للرجال ولا على كونه للنساء ، وحينئذ فما أفاده المجرور من كون اللباس للنساء أو للرجال لا يتوقف عليه الوجه وما لا يتوقف عليه الوجه لا يعدّ من التقييد ، فلذا قيل : إنه من تشبيه المفرد بالمفرد بلا تقييد (قوله : لأن وجه الشبه) علّة لكون كلّ من الطرفين مقيدا (وقوله : هو التسوية .. إلخ) الأولى هو استواء الفعل وعدمه ؛ لأن التسوية المذكورة وصف للفاعل لا للطرفين ـ تأمل.
(قوله : وهو) أى : وجه الشبه المذكور (قوله : موقوف على اعتبار هذين القيدين) أى : لأن مطلق ساع ومطلق راقم قد لا يتصف واحد منهما بالوجه المذكور ؛ لأنه يجوز أن الساعى يحصل من سعيه على طائل ، والراقم يجوز أن يرقم على حجر ، ويؤخذ من (قوله : وهو موقوف .. إلخ) أنه ليس المراد بالقيد ما ذكر معه قيد مطلقا ، بل ما لقيده مدخل فى وجه الشبه وهو كذلك كما تقدم (قوله : والشمس كالمرآة فى كفّ الأشلّ) تمامه : لما رأيتها بدت فوق الجبل.
(قوله : مقيدة بكونها فى كف الأشل) أى : لأن الهيئة الحاصلة من الاستدارة والحركة وتموّج الإشراق على الوجه السابق التى هى لوجه لا تتحقق إلا بقيد كونها فى كف الأشل وما يتوقف عليه الوجه قيد ، والتوقف هنا ضرورىّ ، إذ المرآة فى كف الثابت اليد لا يتصور فيها الوجه المذكور (قوله : أعنى الشمس) أى : فإنه لا تتقيد فيها ، فإن قلت : المشبه هو الشمس لا مطلقا بل حال حركتها فيكون مقيدا. قلت : الحركة لما
__________________
(١) البيت من أرجوزة لجبار بن جزء بن ضرار بن الشماخ ، وعجزه : لما رأيتها فوق الجبل ، والبيت فى الأسرار ص ٢٠٧ ، والإشارات ص ١٨٠.