(وعكسه) أى : تشبيه المرآة فى كف الأشل بالشمس ، فالمشبه مقيد دون المشبه به.
(وإما تشبيه مركب بمركب) بأن يكون كلّ من الطرفين كيفية حاصلة من مجموع أشياء قد تضامّت ، وتلاصقت حتى عادت شيئا واحدا (كما فى بيت بشار) (١)
كأنّ مثار النّقع فوق رءوسنا |
|
وأسيافنا ... |
على ما سبق تقريره (وإما تشبيه مفرد بمركب كما مر من تشبيه الشقيق) وهو مفرد بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد ؛ وهو مركب من عدة أمور ، والفرق بين المركب والمفرد المقيد أحوج شىء إلى التأمل فكثيرا ما يقع الالتباس.
______________________________________________________
كانت لازمة للشمس غير منفكّة عنها أبدا كانت كأنها جزء من مفهومها وليست بقيد خارج (قوله : وعكسه) عطف على قوله (قوله : أى تشبيه المرآة .. إلخ) أى : تشبيها مقلوبا (قوله : وتلاصقت) تفسير لما قبله (وقوله : حتى عادت) أى : صارت شيئا واحدا بحيث لو انتزع الوجه من بعضها اختلّ التشبيه فى قصد المتكلم ، ويجب فى تشبيه المركب بالمركب أن يكون وجه الشبه مركبا أى : هيئة ، كما أنه فى تشبيه المفرد بالمركب لا بد أن يكون الوجه كذلك ، وأما فى تشبيه المفرد بالمفرد فتارة يكون الوجه مركبا وتارة يكون مفردا.
(قوله : كما فى بيت بشار) الإضافة للعهد أشير بها لما تقدم (قوله : كأن مثار النقع .. إلخ) بدل من بيت بشار ، فقد شبهت الهيئة المنتزعة من السيوف المسلولة المقاتل بها مع انعقاد الغبار فوق رءوسهم بالهيئة المنتزعة من النجوم وتساقطها فى الليل إلى جهات متعددة.
(قوله : والفرق .. إلخ) اعلم أن الفرق بينهما من حيث المفهوم واضح لا خفاء فيه ؛ لأن المركب هيئة منتزعة من أمور متعددة اثنان فأكثر كالأعلام الياقوتية المنشورة
__________________
(١) البيت لبشار بن برد ، ديوانه ١ / ٣١٨ ، والمصباح ١٠٦ ، ويروى [رؤوسهم] بدل [رؤوسنا] ، تهاوى : تتساقط ، خفف بحذف إحدى التائين.