أى : تشبيه الثوب الأسود (بالغراب فى شدته) أى : شدة السواد.
(أو تقريرها) مرفوع عطفا على : بيان إمكانه ، أى : تقرير حال المشبه فى نفس السامع ، وتقوية شأنه (كما فى تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل
______________________________________________________
أى : كميتها (وقوله : كما فى تشبيهه) أى : كبيان المقدار فى تشبيهه (قوله : أى تشبيه الثوب الأسود) أى : المعلوم أصل سواده وإلا كان التشبيه لبيان أصل الحال لا لبيان مقدارها ، وفى قول الشارح : أى : تشبيه الثوب الأسود إشارة إلى أن الضمير فى قول المصنف تشبيهه راجع للثوب الأسود المفهوم من قوله : فى السواد.
(قوله : مرفوع) أى : لا مجرور. عطفا على مدخول البيان وهو الإمكان ؛ لأن التقرير أخص من مطلق البيان ، إذ هو بيان على وجه التمكن فلو جرّ لكان المعنى أو بيان البيان الخاص ، ولا يخفى ما فى ذلك من العجرفة (قوله : أى تقرير حال المشبه) أى : وصفه الذى هو وجه الشبه القائم به (قوله : وتقوية شأنه) أى : المشبه والمراد بشأنه حاله ، وهذا عطف على تقرير حاله مفسر له ، واعلم أن تقرير حال المشبه فى نفس السامع إنما يفيده التشبيه إذا كان المشبه به حسيّا كان المشبه كذلك أو عقليّا كما يستفاد من كلام الشارح الآتى.
(قوله : كما فى تشبيه .. إلخ) أى : كالتقرير الكائن فى تشبيه من لا يحصل .. إلخ ، وذلك كأن يقال : فلان فى سعيه كالراقم على الماء بجامع عدم حصول الفائدة فى كلّ ، فهذا التشبيه قرر وثبت حال فلان وهو عدم الفائدة فى ذهن السامع (قوله : من سعيه) أى : عمله أو كسبه (قوله : على طائل) الطائل : هو الفضل أو الفائدة. يقال : هذا أمر لا طائل فيه أى : لا فائدة فيه ولا فضل. مأخوذ من الطّول ـ بالفتح ـ وهو الفضل يقال : لفلان على فلان طول ـ بالفتح ـ أى : فضل وامتنان ، و" على" يحتمل أن تكون زائدة فاعل يحصل كما فى قوله :
إنّ الكريم وأبيك يعتمل |
|
إن لم يجد (١) يوما على من يتّكل |
ويحتمل أنها غير زائدة ، وفاعل يحصل ضمير عائد على الموصول كما هو الظاهر وضمّن يحصل معنى يطلع ـ كذا فى الفنرى.
__________________
(*) وقعت فى المطبوع : يوجد ، وما أثبت من العقد الفريد ، وخزانة الأدب ونكت الهميان.