وبين إمكانها بأن شبه هذه الحال بحال المسك الذى هو من الدماء ، ثم إنه لا يعد من الدماء لما فيه من الأوصاف الشريفة التى لا توجد فى الدم ، وهذا التشبيه ضمنىّ ، ومكنّى عنه.
(أو حاله) عطف على إمكانه ، أى : بيان حال المشبه بأنه على أىّ وصف من الأوصاف (كما فى تشبيه ثوب بآخر فى السواد) إذا علم السامع لون المشبه به دون المشبه.
(أو مقدارها) أى : بيان مقدار حال المشبه فى القوة والضعف ، والزيادة والنقصان ...
______________________________________________________
وهى فوقانه لهم على الوجه المذكور لدفع إنكارها لغرابتها (قوله : شبه هذه الحال) أى : الهيئة المأخوذة من فوقان الممدوح جميع الناس حتى صار كأنه أصل برأسه (وقوله : بحال المسك) أى : بالهيئة المأخوذة من فوقانه لجميع الدماء التى فى الغزال ، فهو من تشبيه المركب بالمركب ، والجامع فوقان الأصل فى كلّ.
(قوله : ضمنىّ) أى : مدلول عليه باللازم ؛ لأنه ذكر فى الكلام لازم التشبيه وهو وجه الشبه ـ أعنى : فوقان الأصل ـ وأراد الملزوم وهو التشبيه (فقوله : ومكنّى عنه) تفسير لما قبله ، والحاصل : أن التشبيه لم يذكر صراحة بل كناية بذكر لازمه ، وذكر بعضهم فى قول المطول : وليسمّ هذا التشبيه ضمنيّا ومكنيا عنه أنه إنما سمى ضمنيّا ؛ لأنه يفهم من الكلام ضمنا وسمّى مكنيا عنه ؛ لأنه مكنى أى : خفىّ ومستتر ـ وتأمله.
(قوله : حال المشبه) أى : صفته (قوله : بأنه على أىّ وصف من الأوصاف) أى : هل هو متصف بالبياض أو السواد أو الحمرة مثلا؟ وهو متعلق ببيان أى : بيان حاله بجواب أنه على أىّ وصف .. إلخ (قوله : كما فى تشبيه .. إلخ) أى : كبيان الحال الذى فى تشبيه ثوب .. إلخ (قوله : فى السواد) أى : أو فى غيره من الألوان (قوله : إذا علم .. إلخ) شرط فى مقدر أى : وإنما يكون هذا التشبيه لبيان حال المشبه إذا علم .. إلخ ، وأما لو كان حال المشبه معلوما له قبل التشبيه لم يكن ذلك التشبيه لبيان حال المشبه ؛ لأنها مبيّنة ومعلومة وتبيين المبيّن عبث (قوله : أو مقدارها) أى : إذا علم السامع مقدار حال المشبه به دون المشبه وإنما ترك الشارح هذا القيد لظهوره مما ذكره أولا (قوله : أى بيان مقدار .. إلخ)